23 ديسمبر، 2024 4:05 م

رب وهم تتوق اليه النفس هو اعمق كثيرا من حقيقة لا تمس الاحساس ، قد اكون دغماتيا او ربما متطرفا قليلا ، ولكني مصداق ويقال ان هذه الصفة تختمها طيبة البسطاء وانا فرح بها……..!؟ تتجه نواظري نحو نافذتي، ارى يدا تلوح في الفراغ فأتصور فيضا من نعومة تجاورني وتلوح في افق مشاعري بتحرش لتوقظ بركان قد خمد منذ دهر، ويبتهج قلبي المعلول ويتفتح كل مغلق في كينونتي المختومة بشمع اليأس الاحمر توقا كي ابلغ طوفان الامل المتراكم ببيادر قمح في ميادين ذاكرتي المتصحرة والتي يكسو جدرانها الصدأ والغبار، اهم بمسك هذا الخيط العنفواني ومعانقته فتحتضن يدي الهواء….!..حين اكر بأخرى لتأكيد وجودي ، ينزلق التجسد من تحت نواظري نحو الوهم ، و من جديد اتجول في ساحات الخيال واتأرجح بينه والحقيقة وانتظر رجحان رمق من كفة احدهما….!؟… قد اكون او لا اكون……..قالها شكسبير على لسان هاملت لتطبيع ضعف او تردده في ذاته…! قد يلوح لي ضوء الحقيقة او اكون…. شمعة مضيئة في فراغ معتم او اخرى بين عميان ، قد تكون احداهما اقرب الى الحقيقة…..!؟
اتمنى احيانا ان استيقظ من النوم وعقلي مصفوفة الكترونية فأهجر طوفان المشاعر وذلك الاحساس الرهيب الذي يقظ مضجعي ويقلبني فوق ناره المستعرة….!….ثم اتوه في سوح التفكير، مرة اظن واخرى افترض……لو صارت عيناي كامرتين لتخلصت من اطباء العيون وهجرت العوينات والام السهد وتعب الجفون وباتت نظراتي للأشياء ميكانيكية الحركة ، خالية من الاحساس ،وزال الصراع الابدي بين الجمال والقبح والكذب والصدق والحقد والحب والخيانة والاخلاص والجد واللامبالاة والسمنة والضعف ومسح الجمال من خارطة الدنيا بزوال الطعام والاحساس وغاب الملح عن قدورنا والماء من انهارنا واندمجت كل الالوان في لون واحد…..!…وانا في الهياج هذا ، تلوح من جديد بين اضلاع نافذتي ظلال خصائل شعر و جدائل وينقطع سيل الظنون وخيط الافتراضات واهرع نحوها فلا ارى سوى الوهم والفراغ ايضا………! وأتساءل……  هل الجن موجود فعلا في ساحات الحقيقة ام هو ضرب من الوهم ….!؟….لوكان ملموسا ويعيش بيننا ، ربما جنية ساقها الوجد نحو نافذتي ……قد تكون جميلة….ايه….قسمة ونصيب…..!؟
اتعب من افتراضاتي وتخيلاتي وهلوستي المجنونة تلك واعود لكي اتمدد فوق سريري لأرخ جزأ من اعصابي المشدودة قليلا واعيد النظر في خارطة بيتي وما يكمن من اسرار خلف تلك النافذة الغريبة ، على اليمين خزان ماء وحائط املس وعلى الشمال نافذة غرفة اخي المغلقة المطلة على نخلتنا الباسقة التي تقع في الزاوية المحصورة بين نافذة اخي ونافذتي وقبالة نافذتي تماما حائط الجيران العالي، اذا من اين يأتي هذا الغنج الانثوي وهذا التحرش الوقح المفضوح….؟؟…..يا للغرابة…!!؟ وتتصارع الافكار والافتراضات في راسي من جديد و وتقفز الهلوسة فوق عقارب ساعتي التي تشير الى الثالثة والنصف صباحا……!؟
 تتضخم المسألة في مخيلتي وتتبخر اخر ومضة امل بالنوم حينما يلبسني اليأس وأقرر ان اقف على سر تلك القضية العجيبة …….! سمرت نواظري بين اضلاع نافذتي الاربعة استعدادا وتحسبا لأي حركة طارئة تصدر من بينها ، وانا في هجيع الحذر هذا هاجمني سيل من نعاس جعل عنقي يتدلى بين كتفي ، تارة افيق واخرى اغط في سبات عميق ، وانا في هذا الصراع العنيف بين النعاس واليقظة واذا بظلال اصابع تشير لي من خلف النافذة وفي الحال ودون تفكير قذفت بنفسي بجنون نحو النافذة وذا بي و سعفة طويلة من سعفات نخلتنا الباسقة وجها لوجه وهي تتراقص بفرح وغبطة وانتصار مع زقزقة العصافير و نسيم الصباح العليل وخيوط الشمس الذهبية….!!؟