19 ديسمبر، 2024 1:11 ص

وقائع موت بالعضال

وقائع موت بالعضال

نكبات الحروب ورزايا الحصار افضت الى ازدياد حالات الاصابة بالامراض المختلفة في العراق ابرزها الاورام السرطانية التي تحتاج الى اجهزة متطورة وعلاج خاص وجرعات كيمياوية متنوعة من اجل القضاء على الخلايا الخبيثة  وبث روح الحياة من جديد لدى المرضى الذين يعانون كثيرا جراء تفاقم بعض الحالات وعدم وجود المستشفيات التخصصية وقلة الملاك الطبي والتمريضي .
ويضطر الاشخاص المصابون بالاورام الى طرق جميع الابواب على امل التخفيف عن معاناتهم والقضاء على هذا المرض اللعين الذي ازدادت معدلات الاصابة به  حسب بيانات المنظمات الدولية ولاسيما بعد عام 1991 ، غير ان خيوط الشفاء تظل معلقة في دهاليز ضعف الامكانات رغم ان العراق يمتلك موارد متنوعة وصادرات النفط ترد عليه ميزانية بعشرات المليارات من الدولارات إلا انها تصيبنا بمقتل لبؤس حال المؤسسات الصحية والمستشفيات والمراكز التخصصية .
ولم يستطع القطاع الخاص تقديم يد العون لتفكيره في الجانب الربحي، لذا انشغل في انشاء المستشفيات ذات الكلف البسيطة والمردودات الكبيرة ، ولكن في اقليم كردستان كان الأمر مختلف حيث اسس احد الاشخاص الميسورين ويدعى احمد اسماعيل منذ عشر سنوات مركز صحي خيري لامراض الدم للتخفيف عن كاهل المرضى الذين يضطرون الذهاب الى الدول المجاورة والاوربية من اجل العلاج ، وبمرور الزمن اصبحت عائدية المستشفى  تابعة لوزارة الصحة في الاقليم ثم توسع المركز الى مستشفى تستقبل مرضى الاورام السرطانية .
ومع انك تشعر بشيء من الاطمئنان عندما تزور المستشفى لكن الحسرة والالم لايفارقان تفكيرك بمجرد المقارنة بين وضع المؤسسات الصحية في بغداد والمناطق الجنوبية التي ابتلت باليورانيوم المنضب دون ان يكون هناك حلول منطقية تقتلع جذور المشكلة التي تتسع دائرة تاثيراتها يوما بعد آخر .
ويحظى المستشفى الذي يستقبل مرضاه في اربيل بميزة توفر جميع الادوية وافضلها الا ما ندر اذ لم اسمع طيلة الاشهر الثلاث التي مرت وانا اواظب على تلقي العلاج إن اشخاصا اشتكوا من فقدان انواع معينة من الدواء ، ولكن رغم كل الامكانيات والتسهيلات يفتقد المستشفى الى  اجهزة الفحص والتشخيص .
الطواقم العاملة في المستشفى تتعامل بشكل انساني مع المرضى بطريقة تتعدى والذي يتعدى تقديم الخدمة الطبية الى حسن الأخلاق، ومن أبرز هؤلاء العاملين الدكتورة رامان ثروت عبد الله التي تاخذ على عاتقها تشخيص الامراض وكتابة الدواء وجلبه من الصيدلية قبل اعطاءه الى المريض في مشهد يعزز الرسالة الانسانية لمهنة الطب ، وهي الى جانب زملائها يسجلون مواقف اصبحت غير موجودة إلا في زمن الذكريات .
المفارقة ان اكبر مجمع طبي في العاصمة بغداد المتمثل بمدينة الطب لاتوجد فيه حقنة اللارمين، إلا في قسم الطوارئ ومن يروم تناولها عليه الذهاب الى صيدليات القطاع الخاص في باب المعظم لعله يجد مبتغاه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات