23 ديسمبر، 2024 11:55 ص

وقائع سياسية عراقية خطيرة

وقائع سياسية عراقية خطيرة

في ظل الاوضاع السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة عموما والعراق خاصة تطفو على السطح صور متعددة غير متشابهة توحي بما تمثله لمشاهدها فاذا كانت الصورة جيدة كانت ملائمة لافكاره واراءها وتطلعاته واذا كانت غير ذلك فهي عكس مايهوى ويشتهي , وبما ان المشهد السياسي العراقي غير واضح اطلاقا وبحاجة الى قراءات متعددة لتتم عملية افهامهم وتوضيحه لابد لنا هنا من اعطاء بعض الصور والوقائع التي مررنا بها لزيادة التاكيد .
بعد التغيير الذي حصل عام 2003 وماتبعه من ارهاصات واراء بين مؤيد ومعارض مال المجتمع وانقسم الى ثلاثة فرق هي المؤيدة للتغيير والمعارضة له والوسطية التي ليس لها راي وهنا بدا صراع الارادات والافكار ووصل هذا الصراع بعد فشل مرحلة الاقناع الى العنف واستخدام التصفيات الجسدية كعلاج لازالة الخصوم , وخسر العراق جراء هذا الامر الكثير من ابناءه وثرواته وفقد مكانته الدولية باعتباره ضمن المحيط المعتدل انسانيا واصبح يشار الى الارهاب من خلاله ,وهذا الامر زاد من مشاكل العراق وتداعياته , لقد فقد العراق خلال هذه الفترة اكثر من مليون مواطن قتلوا بدم بارد وبلا خوف من قانون يحاسبهم بل وبمساعدة السياسيين للقتلة واحتواءهم والدفاع عنهم وفقد العراق من ثروته احادية الجانب (النفط ) اكثر من اربعة الاف مليون برميل نفط مابين عمليات التخريب المستمرة وقلة الصادرات ومابين السرقات المستمرة للنفط وبيعه للحسابات الخاصة , كذلك خسر العراق اكثر من ارعمئة وسبعة وستين شركة كبرى مصنعة ومنتجة ومعامل كبيرة جدا كان لها اثرها الكبير في منطقة الشرق الاوسط مثل معامل الحديد والصلب والنسيج والجلود والبطاريات السائلة واهمها معامل الاسمنت العملاقة والتي كانت تعد الاولى على مستوى العالم , اضافة الى هذه الخسائر خسر العراق اكثر من عشرين مليون دونم زراعي اصيبت بالبوار والملوحة وخرجت من الخدمة الزراعية وهذا ما اصاب العراق بمقتل كبير حيث بدا بالاعتماد على الاستيراد ولكل شيء وشجع هذا الامر على زيادة البطالة والجوع فاصبحت طوابير العاطلين عن العمل تملا الساحات والاماكن المفتوحة في العاصمة والمحافظات مما سهل عملية اقتناصهم في كل مرة من الزمر الارهابية الضالة , ايضا خسر العراق جزءا هائلا من تاريخه بضياع اثاره ومكتباته وعلماءه واطباؤه ومفكريه الذين وجدوا في الحفاظ على حياته عند الدول الاخرى افضل من البقاء في العراق ,واما في الثروة المائية فقد اصبح العراق في وضع لايحسد عليه من خلال خضوعه للتهديدات من دول المصب بمعاملته وفق مصالحها او قطع الماء عنه ,واليوم وجميع السياسيين الموجودين الان على هرم السلطة يتعاملون بمنطق المصلحة الذاتية والفئوية والمناطقية مع هذه الازمات الخطيرة ومن يتجرا منهم ان وجد على المطالبة بحقوق الوطن والمواطنين فانه يتعرض للتصفية وباي وسيلة كانت ,لذلك كله برز لدينا فكر جديد لم سبق له العيش في العراق هو فكر الا مبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية فترك كل شيء للوقت ليعالجه ولم يبادر احد من السياسيين لمعالجة شيء او اصلاحه .
الارقام التي ذكرتها لااريدها ان تحبط القاريء او تفت في عضده ولكن اريدها ان تنبهه الى عظم الخطر الذي يواجهه ونوعية الناس المتصدين للامر في بلده .
ان المسؤولية على كبرها جماعية وتحتاج شد العزم والتوحد لمواجهة الاخطار المحدقة بنا وتناسي او نسيان الخلافات الفكرية والمذهبية والعقائدية والعرقية لنستطيع ايجاد ارضية مشتركة نقف عليها ونشرع بمعالجة المشاكل والخلاص منها ولااجد انا هنا افضل من ارضية المواطنة الصحية لنعتبرها اساسا في عملنا وتعاملنا مع مايواجهنا .
اقول هذا واعتذر لكم ان كنت قد سببت لكم شيئا من الارباك الفكري وانا اذكر هذه الارقام,