23 ديسمبر، 2024 4:21 ص

وفي حزب الله اللبناني عبرة

وفي حزب الله اللبناني عبرة

بعد أن بادرت بريطانيا الى إدراج حزب الله البناني ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وهي خطوة أقدمت عليها بعد الولايات المتحدة الامريکية، يبدو واضحا بأن ألمانيا تستعد للإنضمام الى هذه الحملة بعد أن طلب حزب البديل اليميني من البرلمان إلى إصدار توصية للحكومة بحظر حزب الله بالكامل من دون التفريق بين جناحيه العسكري والسياسي، لأنه يمثل تهديدا لألمانيا. وهذه الخطوة تعتبر بمثابة ضربة للنظام الايراني قبل حزب الله نفسه ذلك إن الاخير وکما هو واضح مجرد آلة ووسيلة للأول يقوم بإستخدامه من أجل الاهداف التي يريدها.
هذه الخطوة تأتي بعد أن تکاثرت المعلومات المتباينة بشأن النشاطات المريبة لحزب الله في مجالات تجارة المخدار وغسيل الاموال والتورط في الشاطات الارهابية في العديد من دول المنطقة والعالم، ولذلك فإن المواقف المضادة له تتقبل ليس تفهما بل وحتى ترحيبا بها، فهذا الحزب ومن بعد أن ملأ الدنيا صخبا بأنه سيحرق إسرائيل وجلب على لبنان الويلات أثر حرب تموز2006، رکز نشاطه على بلدان المنطقة من حيث نشر التطرف والارهاب وترسيخه وتوسيعه، وإن البحرين والسعودية والامارات قد بادرت في وقت سابق الى إدراجه ضمن قائمة المنظمات الارهابية بما يدل على إن أمره صار مکشوفا، فإن التحرك الالماني ضد حزب الله وهي الدولة التي طالما لجأ النظام الايراني للتفيأ بظلها من لحيف نيران العقوبات والضغوطات المختلفة ضده وعندما تقوم ألمانيا بالاستعداد للإنضمام للحملة المضادة ضد هذا الحزب، فإن من المهم جدا على أذرع إيران الاخرى في المنطقة أن تستعد لأن يأتيها الدور لاحقا وبشکل خاص العديد من ميليشيات الحشب الشعبي في العراق والتي تتهافت في الدفاع عن النظام الايراني وتقوم بتصرفات ونشاطات مشابهة لتلك التي کان حزب الله يقوم بها ويدفع ثمنها الان عربيا وأمريکيا وأوروبيا.
الاوضاع القلقة جدا التي يواجهها النظام الايراني والتي صار قادة النظام ليس يعترفون بها فقط بل وحتى إنها تثير الاختلافات العميقة بينهم إذ يبدو إنهم صاروا يشعرون بالخطر الکبير المحدق بهم ولاسيما بعد أن صار العالم يشهد مدى التأثير الکبير الذي باتت العقوبات الامريکية تترکها على الاوضاع المختلفة وفي ظل عجز واضح للنظام الايراني لمواجهة العقوبات والحد من تأثيراتها فإنه يواجه عجزا مشابها في السيطرة الکاملة على الداخل المحتقن الذي يشهد تحرکات ونشاطات إحتجاجية متزايدة تلعب فيها منظمة مجاهدي خلق دورا أساسيا، فإن هذه الخطوة الالمانية التي تستهدف حزب الله سوف تشمل الدول الاخرى في الاتحاد الاوربي کما يرجح المراقبون السياسيون، وقطعا فإن في هذه الخطوة الکثير من المعاني التي ستتوضح في المستقبل ولاسيما لأولئك الذين جعلوا من النظام الايراني مرجعية لهم وباعوا شعوبهم و‌أوطانهم بثمن بخس!