20 مايو، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

وفيق السامرائي للتقلب عنوان

Facebook
Twitter
LinkedIn

وفيق السامرائي شخصية غامضة لم تعرف الا منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في النظام البعثي السابق، ولأنه شخصية غير معروفة التوجه والولاء انتقل بين هذا الحزب وذاك، واخذ يسوق نفسه عربيا ودوليا.

لعل انشقاقه عن نظام صدام حسين عام ١٩٩٥ كان الفيصل وهو يبوح بكافة الاسرار العسكرية والاسلحة حاول كثيرا ان يتسلق عبر مؤتمرات المعارضة مقدما لهم المعلومات تلو المعلومات من اجل الحصول على منصب مشرف في المعارضة لكنه لم يحصل عليه.

 

لسنا هنا بصدد فتح تاريخ هذا الشخص والممارسات التعسفية التي كان يمارسها بحق العسكريين اولا والمدنيين ثانيا وهي مسجلة في افادات الكثير ممن قدموا شكاوى مكتوبة ضده.

 

تنقل السامرائي بين العديد من البلاد العربية كالأردن وسوريا وغيرها وقدم نفسه دون ان يقدمه احد كمرجعية سنية لدول الخليج طالبا منهم الدعم والمساندة، لكنه لم يوفق في استدرار عطف الخليجيين لأنه مصنف عندهم على انه شخصية متقلبة.

 

ومن خلال متابعة العديد من اللقاءات التلفزيونية لهذه الشخصية نجد تضاربا في حديثه وهو ينتقل من فضائية الى اخرى لأنه مطلع على النهج الذي ينبغي ان يتكلم به في هذه القناة او تلك.

 

تربطه علاقات تشوبها الريبة مع الولايات المتحدة الاميركية فهو من كان يتعاون مع الاستخبارات الامريكية عن طريق الاردن ويصفه الامريكان بأنه رجلهم في العراق.

 

ولمن لايعرف السامرائي فهو صاحب فكرة العراق الوطن البديل للفلسطينيين التي حاول تسويقها لللاجئين الفلسطينيين حتى لا يمنوا انفسهم بالعودة الى بلدهم.

 

الشخصية المتقلبة هذه تارة ضد الشيعة الصفويين وتارة ضد العرب منهم واخرى ضد الاكراد ورابعة ضد السنة وهذا مثبت في تصريحاته عبر الفضائيات، فمن كان يتصور ان يدافع وفيق السامرائي عن نوري المالكي الذي يتهمه الشيعة بتدمير العراق قبل السنة، ومن كان يعتقد انه سيكون اداة طيعة بيد دكتاتور احرق الأخضر واليابس، ولكن تاريخ الرجل ينبيك عن حالة من تقلبات شهر شباط بين هذا الطاغية او ذاك.

 

وفيق السامرائي نفسه من كان يحمل على الأكراد وينتقدهم ويتهمهم بالانفصال في وقت يبدو ان المالكي قد دفع له كثيرا وهو ذاته الذي كان ينتقص من الحراك الشعبي السني ويصمه بأبشع الصور ويحاول تمزيق اللحمة العشائرية الواحدة عبر اتهامات يوجهها الى هذه العشيرة او تلك، وهو صاحب فكرة تأليب اقليم كردستان على العرب السنة وعدم تقديم دعم لهم في حراكهم السلمي الذي يهدف الى تغيير المالكي بأية شخصية اخرى وطنية.

 

وأخيرا يطالعنا السامرائي بقصة جديدة عبر مقال نشره تحت عنوان (هل يحكم الاخوان المسلمون جزءا من العراق) والمقال يمتلئ من اوله الى آخره بالمغالطات متهما الاحتجاجات الشعبية التي خرجت لرفع الظلم بأنها هي من مهدت بدخول داعش ويضيف اتهاما آخر مؤداه ان شخصيات عشائرية وواجهات دينية وبقايا اخوان هم من صعدوا الموقف الشعبي.

 

وقد نسي هذا الرجل ان الحراك الشعبي كان عفويا ولم يدع له احد، وان هذه الاتهامات الرخيصة من فبل شخص متقلب لا نتعجب منها في ظل حرب عالمية يمارسها العرب وغيرهم من اجل القضاء على التيارات الوسطية التي تتخذ الاسلام المعتدل منهج حياة، ولعل افشال التجربة المصرية والليبية واليمنية ومحاولة افشال التجربة التونسية هو الخط الذي يسير عليه قادة وفيق السامرائي ومعلميه.

 

ان محاولة الربط بين الاخوان المسلمين وداعش محاولة رخيصة ومدفوعة الثمن في نفس الوقت فشباب الاخوان في العراق هم من دفع الضريبة الكبرى اغتيالا وتشريدا على يد داعش اليوم وبالأمس على يد القاعدة ومن على شاكلتها.

 

ان تصريحات وفيق السامرائي تأتي ضمن السياق العام الذي يهدف الى شيطنة الاخوان ومن ثم جعلهم في مرمى المدفع ليزيد بحقهم التقتيل والتشريد، ومن جهة اخرى فإن اسلوب السامرائي يعد وسيلة جديدة للتقرب من حكومة العبادي ومن المجتمع الدولي عله يأخذ مكاناً مهما في الأيام القليلة المقبلة، ولم نكن متعجبين اذا حصل هذا فالشخص المتقلب يكتب لمن يدفع اكثر.

 

عله ان قرأ ما سطرت يثوب الى رشده رغم قلة أملي، لكنها كلمة حق كتبتها، والتاريخ لا يرحم، حاول يا وفيق ان تراجع نفسك، وتعرف هل انت في الطريق الصحيح ام ارادوا لك ان تكون هكذا وكلا الاحتمالان واردان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب