عرفته عام 1986 في قاعة الدرس عندما احتجت ان ادرس كورس متقدم للدراسات العليا في موضوع النظرية الاقتصادية لان رسالتي كانت تتضمن تقيم اقتصادي , كان مدرسا متمكنا من المادة بارعا بالطرح مشوقا للمتلقي لا سيما ان مظهره ولياقته واناقته وطريقة كلامه تضفي عليه جمالا وشدا للمتلقي .
أتذكر جيدا أنني سألته عن تأثير العماله الغير عراقية على الاقتصاد العراقي ؟ واقصد بها المصريين , فأجابني انها عثه تنخر في جسمه , فقط الماخذ عليه عندما عرض محاضرته في الإنتاج والقيمة وفائضها وانأ كمتلقي سقت له مثالا من القران الكريم الاية (( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ – البقرة – الآية – 261 )) اندهش واستغرب كأنه لم يسمع بها من قبل , لازالت احتفظ بمحاضراته
ومؤلفاته العلمية القيمة الى الان رغم انني لم اتواصل معه منذ ذلك الوقت لكنه ترك في نفسي اثرا كبيرا يبان حبب لي علم الاقتصاد اكثر من علم الزراعة .
في عام 29003 سقط النظام الدكتاتوري وهو يشغل وظيفة محافظ البنك المركزي وسجن مع بقية مسئولي النظام الذي يختلف عنهم بأنه أكاديمي جاءت الحاجة به الى هذا الموقع وهم سياسيون جاء البعث بهم ولكن بعد سنوات اطلق سراحه واثبتت براءته .
قبل ايام من وفاته ظهرعلى قناة الشرقية بحوار كان اهم ما فيه
– انه يعمل خبير اقتصادي في مصارف اقليم كردستان
– يعاني من مرض صمامات القلب وهو بحاجة الى تداخل جراحي لكنه لا يملك مبلغ العملية وينتظر بيع بيته في بغداد التي اغتصبت من شخص ولا يقبل باخلاءها الا بدفع مبلغ 25 مليون دينار
– ذكر مساوئ النظام السابق بانه كان لا صديق له بسبب التعالي والتعجرف وقال كيف يكون للنظام اصدقاء والرئيس الروسي لا يقابل الا بعد ارع ساعات من الانتظار؟
– قال ان اصعب لحظة مرت في حياته عندما طلب منه قصي مبلغ مليار دولار ولكن اسعفه وزير المالية في حينها عندما وقع على وصل الاستلام
– اوضح ان البنك المركزي العراقي لم تسرق منه عملة صعبة لانها وضعت في خزانه بابها يزن سبعه طن يتحرك بالهيدروليك والذي سرقت هي العملة المحلية .
السؤال الذي يتبادر الى الذهن من هو عمل وزيرا في النظام السابق والحالي يعمل موظفا بعد ان يترك المسؤوليه غيره ؟ الا يدلل هذا بان حويش نزيه ولم يسرق من المال العراقي الذي كان بامكانه وتحت سيطرته وبغياب الدوله وسقوطها في الحظات الاخيرة ان يسرق الملايين من العملة الصعبة ويبني بها قصور وعمارات واستثمارات في الخارج وهو الخبير البارع في الاقتصاد وليس يموت بمرضه ولا يستطيع اجراء عملية لانقاذ حياته تاملوا هذه الحقيقة وتكلموا الانصاف فالرجل لم امدحه في حياته ولكن بعد ان اصبح رهين قبره وفي عالم البرزخ كان واجبا علي ذكر هذا الموقف وفي نفس الوقت نتذكر وبمراره وزراء سرقوا المال العراقي من امثال الشعلان والسامرائي والسوداني ووحيد كريم .
http://rajialawady.jeeran.com/
باحث اكاديمي وكاتب مستقل