23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

وعند بثينة الخبر اليقين

وعند بثينة الخبر اليقين

بثينة بنت شعبان ماغيرها.. مخترعة اسطورة خطف وقتل أطفال الكيماوي في الغوطة الشرقية واللذين حتى هذه اللحظة لم يكتشف أهلهم في منطقة الساحل غياب أطفالهم عن بيوتهم برغم مرور أكثر من عام على اختطافهم، حسب ما قالته بثينة. ” وإن قالت بثينة فصدقوها”. بدليل أن أحداً من أهاليهم لم يطالب بعودة أولادهم. أو ربما خاف أولياء الأطفال إن طالبوا أن يأتي الإرهابيون ويخطفونهم أيضاً وقد يحصل لهم ماحصل لأبنائهم بعد أن تم نقلهم إلى الغوطة الشرقية. ثم يأتي الدور (بالإذن من حسن نصرالله)على أهل الأهل وبعدها على أهل أهل الأهل. وهكذا حتى تفرغ منطقة الساحل. وهذا طبعاً بحسب بثينة بنت شعبان ذاتها، وأقوالها الطريفة التي يكاد حتى المجانين أن يصدقوها. ولأهمية قصصها الطريفة هذه ولقدرتها الفائقة على الإقناع فقد اختارها بشار بن حافظ بن الأسد مستشارة إعلامية له لكي تسوق له قصصه التي لاتقل تسلية وإمتاعاً عن قصصها. لكن الغريب أن “الأب القائد” الذي ورث الأبوة عن أبيه وورثنا جميعاً أبناء له، وضمناً أطفال الكيماوي أبطال قصة بثينة، أن هذا الأب يفتقر إلى الحد الأدنى من حنان الأبوة ليسأل عن أبنائه الذين فقدوا بالكيماوي فلم ينصب لهم خيمة عزاء ولم يشارك على الأقل بمواراتهم الثرى.

بثينة هذه نامت، بعد النجاح المنقطع النظير لقصتها تلك لدرجة أن المجتمع الدولي الذي غط على قلبه من شدة الضحك ولم يستفق بعد، نسي ملاحقة المجرم ومحاسبته على تلك الفعلة، نامت هذه البثينة واستيقظت على قصة جديدة ستجعل قهقة متعهد الكيماوي الحصري أوباما يتردد صداها في كل أرجاء البيت الأبيض طوال ماتبقى له من فترة رئاسية، وربما حتى بعد أن ينتهي من كتابة مذكراته.

لقد قالت بثينة بعد مشاورات معمقة مع رب عملها، وأبينا بالوراثة، أنها ستسقط أية طائرة تدخل الأجواء السورية بدون إذن بشار بن حافظ بن الأسد، حتى ولو دخلت لمحاربة الإرهاب. ونسيت استعراضات الطائرات الإسرائيلية فوق رأس بشار ولي نعمتها في قصره باللاذقية وقصفها لموقع الكبر النووي في دير الزور، ومواقع عسكرية أخرى منتقاة بعناية حول دمشق. أو ربما لم تنسَ، فتلك الطائرات لم تأت لقصف أهداف إرهابية في عرف النظام لذلك تم غض الطرف عنها رغم ماقيل حينها عن الرد القادم. أو إن بشار واسع الحكمة وسديد الرأي لم يطلب حينها استشارتها عامداً متعمداً لأنها كانت ستقول له أسقطها…. وعندها سيورِّط بشار نفسه ورطة لاخلاص منها مع أناس لايحبون هذا النوع من المزاح الثقيل.

وعلى سيرة الإرهاب، فقد دأبت بثينة وإخوانها من وجوه السحَّارة عند النظام على القول، منذ اليوم الأول لانتفاضة أطفال درعا، أنهم يحاربون الإرهاب والإرهابيين. لكنهم ينزعجون ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا حاولت أمريكا أو غيرها ضرب الإرهاب في سوريا. لأنه وبحسب العرف الجاري لدى نظام الممانعة والمقاومة، (هذا الإرهاب إرهابنا ونحن أولى به من الغريب). وإذا قرنَّا القول بالفعل، نفهم لماذا جرى إطلاق سراح المئات من قياديي القاعدة وكوادرها المدربة من سجون النظام في بداية الثورة السورية. ولماذا كان المالكي في العراق يتبع مقولة (زيادة الخير خير)، ليطلق مئات أكثر منهم من سجن أبو غريب!!!! وكيف سلم مناطق شاسعة من العراق لهم ولم يطلق جيشه الذي صرف عليه المليارات، عشر رصاصات في وجههم ولو من قبيل ذر الرماد في العيون. وفي الوقت ذاته كان إرهابيون بماركة مسجلة يتدافعون إلى سوريا من لبنان وإيران والعراق ليشكلوا عكازات يستند إليها النظام كي لايقع.

لكن يجب ألا ننسى أن المعلم مهندس السياسة الخارجية للنظام كان يعرض للبيع في الآن ذاته خدمات النظام وخبراته مع الإرهاب المحلي والدولي!!! ولأن المجتمع الدولي يعرف أن للإرهاب سمات واضحة ومحددة لايمكن للمتفحص أن يجدها في عيون أطفال سوريا. بل يمكن حتى للبسطاء أن يميزونها في ملامح أي نظام ديكتاتوري، فما بالك إذا كان هذا النظام قاتلاً لبراءة أطفال بلاده ومدمراً لمقومات الوطن والشعب، رفض هذا المجتمع عرض النظام. وهذا ما أزعج بثينة ودفعها للنطق بما تختزنه من حكم القول، أما الفعل فلا محل له هنا من الإعراب.

ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، تبقى بثينة بنت الست أدرى بدخائل النظام ومكنوناته منا نحن أبناء وبنات الجارية. ولكي تبقي عنصر التشويق في قصصها قائماً، تفصح بين الحين والآخر عن بعض هذه المكنونات النفيسة، وتتحفنا ببعض من قصصها الطريفة لنتأكد بأن النظام مازال موجوداً بدليل الجواهر التي تتساقط بين الفينة والأخرى من فم مستشارته الإعلامية والتي لا أدري لماذا لم تهدِها السيدة الأولى خرزة زرقاء من الكثير مما لدى زوجها المحروس كي لاتصاب بالعين. لأنه إذا حصل مكروه لاسمح الله للسيدة بثينة بنت شعبان، سيحتاج السيد الرئيس لجيش من المستشارات لتعويض حكمتها المفقودة. ونحن بدورنا سنفتقد كثيراً قصصها الطريفة هذه. وسيكون للإعلام بعدها وجه عبوس لن يتشوق أحد للنظر إليه إلا مكرهاً.