زخم الضيم المتدفق على العراقيين، جعلهم يتشبثون بالسراب، يظنونه ماءً، ويجرون ملهوفين نحو كل من يشرع ذراعيه، أملا بمن يطمئن خوفهم ويعيل فقرهم ويغني عوزهم.. ويزيح ما تركم على كاهلهم من أسى الفساد والارهاب، اللذين بددا ثرواتهم وما زالا يداهمان سلامهم!نظير عقد وبضع سنوات، من تلك الحال، وصل الشعب الى حل جهنمي، بإقتحام مجلس النواب؛ بعد إستنفاد وسائل الرجاء، بالكف عن المحاصصة التي قسمت ثروات البلد بين مجموعة، وتركت الشعب عاجز عن مراجعة دائرة حكومية، في أية وزارة، من دون ان تبتزه؛ لجمع اموال تذهب للكتلة التي تعود لها تلك الوزارة.وحتى هذه اللحظة، وبعد كل ما جرى وصار، ما زالت الاحزاب تستهين بالشعب، وتعصر دمه، إذ أخلت جيوبه، وفرغت حتى الارض من الثروات، ومنعت الزراعة كي يستوردون هم خضروات ومبقوليات و… حالوا دون إنشاء محطات توليد كهرباء، ليستوردوها.. مقابل كومشنات.. من ايران والسعودية، وحتى الماء، منعوا الإسالة من تصفيته؛ ليشرب العراقيون ما تقطره دول الجوار من ماء المطر والآبار؛ لأنها ليست فيها أنهار!تلطَمَ الشعبُ طويلاً، ولسان حاله يقول: أما أن يخرج صدام حسين، من القبر وتعود له الحياة، او ينصب رئيس حكومة إنقاذ.. مطلق الصلاحيات، ريثما ينتشل العراق من الفتن التي إفتعلوها من (الماكو) كي يسيطروا عليه.أقول هذا وأنا أعرف أن الكتل المستفيدة لن تسمح لمنقذ يتصدى للخلاص؛ لأنهم يريدونها هكذا “حليبة حليبة.. ما تروب ولا يطلع زبد منها” فهم ما زالوا يماطلون حتى بعد ان انتفض الشعب مقتحما مجلس النواب، و… كل يغني… مدعيا وصلا بليلى؛ كي يجيروا لهفة الشعب، لتمرير مصالحهم الشخصية.”أمن يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء” وهم يجيبون ليس لكشف السوء؛ إنما للضغط بـ “لهفة المضطر” على غرمائهم السياسيين؛ سعيا لمزيد من مكاسب، إذا حققها تنصل من وعوده الشعبية، مترفعا بالعودة الى برج “الخضراء” العاجي.د. إياد علاوي، الأصلح لهذه المهمة الآن، لكنه يطبق الحديث النبوي الشريف: “خيركم من سكت” حين تتداخل الأصوات، و… “الثعلب يربط والحمار يفك” لكنها الحتمية التاريخية، تفرض عليه ألا يتخلى عن موقف وطني ليس له سواه، خاصة وانه كسب ثقة الشعب، عندما زهد بالاستحقاق الانتخابي، متخلياً لنوري المالكي عن فوزه بالدورة قبل الماضية، مضحيا من أجل الشعب، حين تكشرت الأنياب تهافتاً على السلطة!© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية