قال رسول الله صلى الله عليه وآله:”من استخف بصغائر الأمور هانت عليه كبائرها”.إجراء محاسبة النفس ليس سهلا, ولن يقدر عليه إلا من كان مؤهلا لذلك, لقد سمع المواطن الكثير من الشعارات الوطنية,وكلام عن التغيير ومحاسبة المقصرين. ولكن من الذي طبق ما قال؟ لقد مر علينا خلال عشر سنوات من عمل في البرلمان ومجالس المحافظات, وظهر انه يمد الإرهابَ والفسادَ والمحسوبية, وسوء الإدارة, وتبادل الاتهامات, ومنهم من يجيد العراك والكلام البذيء, والاستخفاف بأرواح العراقيين. الكل قال سنعمل, وسينبذ من لم يقم بعمله بإخلاص, في دعايةٍ انتخابية كي يحصد عدداً من الأصوات, وبعد وصوله إلى ما يبغي يتجاهل ما طرحه في حملته, مما خلق إحباطاً لدى المواطن, والمحسوبية تقع ضمن الفساد, فمن تم محاسبته؟ ولكل عمل إذا أريد إليه النجاح يجب محاسبة النفس وترويضها ومحاسبة الأقرب, إن ما نراه في بعض الكتل من مماطلات وتسويف, جعل أبناء الشعب في حيرة حتى ممارسة حقوقه المشروعة .
إن اتخاذ قرار الإقصاء عن أي منصب يحتاج إلى ثقة بالنفس, نكران للذات, صدق في العهد ووفاء للوعد, مما يتيح للمواطن وضع ثقته بالقائد الحقيقي. فلم نلمس منذ سقوط الصنم إقالة أي مقصر أو فاسد حكومي, إلا بشروط, وإعطاء امتيازات ثمنا لخروج من استهتر بأرواح المواطنين, والقيم الأخلاقية والإنسانية, حتى أصبح الاستخفاف بكل شيء.
لم نجد أحدا من القادة يحاسب أحدا, لا لأنه لا يستطيع, بل ليقول للشعب إنه قادر على فرض ما يريد, فلقد انتخبتم ويجب عليكم أن تتحملوا, فيا لله والديمقراطية, لقد كره الناس السياسة, والمطالبة بالحقوق, كونهم لم يروا إلا العقوق.
وأخيرا ينبري لنا تيار بمبادرة هي الأولى من نوعها, إقالة عضو مجلس محافظه من قبل كتلته جهارا نهارا, كان بالأمس القريب من المقربين لقائد الكتلة, وزعيم القائمة, بالرغم من قصر المدة التي استلم فيها شرف العضوية لمجلس المحافظة, لا يأتي بهذا العمل إلا الصادقون الأوفياء, “كتلة المواطن” تقيل عضو مجلس محافظة ألبصره الشيخ أحمد ألسليطي, لم يشترك في إرهاب, لم يختلس, ولكنه فقط دافع عن مدير شرطة المحافظة, لتقصيره في الأداء, يرى البعض أن هذا شيء صغير ولكن “من استخف بصغائر الأمور هانت عليه كبائرها” مبدأ نبوي إنساني.
فهل سنجد قائدا مثل السيد عمار الحكيم, يراقب ويتابع كل شعار أطلقه في الحملة الانتخابية؟ لو أن كل رئيس كتله قام بذلك فهل سنرى حيتان الفساد في الحكومات المحلية؟ هل سنرى وزيرا أو نائبا في البرلمان جالسا على كرسيه متبجحا, المواطن انتخبني؟ أنا مسئول شرعي لأربع سنوات.
من أراد أن يفهم فليتابع ,ولا يمشي بعين معصوبة, كي يعرف من يريد خدمته بإخلاص ووفاء وصدق, دون النظر إلى المنصب, أو الشخص أثناء الترشيح, وإنما للعمل,”وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
[email protected]