في ظل تصاعد وتيرة العنف وارتفاع عدد وحجم الهجمات التي تنفذها الجماعات الارهابية والمسلحة لا سيما في العاصمة بغداد ، واضحت ايام الاسبوع لا تخلو من يومٍ دامٍ . في المقابل نجد من يطالب بوضع حد لاستخدام اجهزة الكشف المختلفة منها الـ (ide ) و ( السونار) اللذان يُستخدمان في السيطرات الامنية بعدما اعلنت الشركة البريطانية المنتجة لها انها مزيفة والحكم بالسجن لمدة (10) سنوات على موردها البريطاني الجنسية ( جيمس مكاروميك ) ، حيث اكدت محكمة التحقيق البريطانية ( انه يستحق هذه العقوبة لانه اساء لسمعة الصناعة البريطانية ومصداقيتها في التعامل مع اجهزة ذات طبيعة امنية تخص حماية ارواح المواطنين ) . وازاء تعدد الهجمات واثارها في زعزعة الامن اقدمت وزارة الداخلية على تيسير عجلات السونار ( الكاشف الالي ) في شوارع العاصمة بغداد من اجل التعامل المباشر مع العجلات المفخخة لتفكيكها ، فضلاً عن استخدام الكلاب البوليسية في مداخل بغداد كمرحلة اولى ومن المحتمل نشر هذه الكلاب ميدانياً في السيطرات الامنية بغية الحد من الهجمات الارهابية وحصر وتحديد معامل التفخيخ . نعتقد ان المرحلة الحالية ينبغي ان تتكاتف الجهود الامنية ما بين الاجهزة الامنية والمواطن لان الامن مسؤولية الجميع مما يتطلب ان يكون الحس الامني عالياً لدى المواطن والذي بدوره يفشل الهجمات الارهابية لانه سيكون العين الاخرى للاجهزة الامنية . ان الهجمات الجارية امتازت بنوعيتها ودقة تنفيذها واستخدام اساليب الغش والتمويه لتمرير عملياتها فضلاً عن ارتباط هذه الجماعات مع شبكات ارهابية تعمل وفق امكانيات مادية وتكنولوجية متقدمة ، لذا ينبغي الاستفادة من المعلومات الاستخباراتية من دول العالم التي تطارد الارهاب حتى بشراء المعلومة منها ، وبالتالي احباط العمليات الارهابية في المناطق الرغوة التي يمكن ان تنجح فيها العمليات سواءاً كانت ضعيفة من حيث رقابة الاجهزة الامنية او عدم وجود كامرات المراقبة وبالتالي تجعل هذه المجاميع حرة وطليقة في تنفيذ هجماتها الدموية . لسنا اليوم بحاجة الى ادانة الهجمات اكثر مما يستلزم الاستفادة من خبرات الدول المجاورة والصديقة وملاحقة عناصر الجريمة من وراء الحدود مما يعني تجفيف منابع الارهاب ولن نحافظ على ارواح شعبنا وممتلكاتنا ازاء هذه الهجمة اذا لم نعمل بروح الفريق الواحد .