ما زال العراقيون يبحثون عن فرص عمل في المؤسسات الحكومية حصراً كونها وظائف دائمية مضمونة .. ويعتبرون كل ما عدا ذلك وظائف مؤقتة , وانهم عاطلون عن العمل حتى وان كانوا يمتلكون شركات كبرى او سوبر ماركت او يعملون في قطاعات الصناعة والتجارة .. وهذا الشعور اتى اساساً بأن هذه الاعمال غير مضمونة .. ومع ان الدولة بحثت هذا الموضوع باستفاضة إلا انها لم تضع الحلول الناجحة التي من شأنها ان تنهي هذا الشعور ، وتجعل طالبي فرص العمل يتوجهون إلى سوق العمل في القطاع الخاص ، أو الشركات الاستثمارية ، ولعل آخر الجهود الحكومية في هذا المجال مؤتمر معالجة البطالة الذي أقامته الأمانة العامة لمجلس الوزراء بتاريخ 16/4/2014
موازنة عام 2013 خصصت(127) ألف فرصة عمل في مؤسسات الدولة المختلفة , عدم اقرار الموازنة عطل الافادة من هذه الفرص وبقيت مجرد ارقام . مخرجات الجامعات الرسمية والأهلية ، مئات الآلاف من الخريجين كلهم أعينهم متجهة إلى الدولة لإيجاد فرص عمل لهم في مؤسساتها ، لم يتجه أحد منهم الى العمل في القطاع الخاص إلا قليلاً .. وما زال الجميع يعتبر العمل لدى القطاع الخاص خطراً وغير مضمون ومؤقتا , ولذلك سرعان ما يترك العراقيون العمل لمجرد الحصول على فرصة عمل لدى الوزارات .. وهذا يؤثر بشكل سلبي في تنمية وديمومة الموارد البشرية لدى القطاع الخاص وتنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية . 24 جامعة حكومية و25 جامعة أهلية كلها بحاجة إلى كوادر من الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه ، للإنخراط في الكوادر التدريسية في مختلف الاختصاصات العلمية والانسانية والتطبيقية .. إلا أن ذلك لا يمنع من وجود عاطلين عن العمل من خريجي الدراسات العليا . الموضوع الأساس في هذا المقال هو ما اعلنته هيئة التعليم التقني في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن حاجتها إلى شغل (236) وظيفة من حملة الماجستير والدكتوراه في اختصاصات مختلفة . وطالبت الهيئة الراغبين بالتعيين مراجعة ديوانها لغرض تقديم المستمسكات المطلوبة .. في الحقيقة هذا ليس اعلانا مجانيا لهيئة التعليم التقني بقدر ما يعتبر إخبار المحتاجين فعلاً إلى هذه الوظائف للتقديم لإشغالها وهي ليست قليلة .. فقد طلبت الهيئة تعيين (8) من
حملة الدكتوراه في الطب ، و(2) من حملة الدكتوراه في الصيدلة ، في حين ان الفرصة أكبر أمام حملة الماجستير في الطب فهناك طلب لـ(30) وظيفة ، وست وظائف أخرى لحملة الماجستير في الصيدلة .. إضافة إلى ان الهيئة بحاجة إلى شغل (50) وظيفة بإختصاص بكلوريوس طب و(30) وظيفة بإختصاص بكلوريوس صيدلة . فيما خصصت الهيئة (110) درجة وظيفية لحملة الشهادات في الماجستير والدكتوراه في اختصاصات مختلفة للتعيين في (30) كلية تقنية ومعهدا تقنيا في بغداد والمحافظات وتضمنت الاختصاصات , هندسة نفط وهندسة اجهزة طبية , وهندسة مضخات , وهندسة عمارة وفنون , وهندسة ميكانيك وكهرباء , وهندسة الكترونيك , إضافة الى اختصاصات طبية ومختبرية وادارة اعمال ومحاسبة وقانون وحاسبات وغيرها من الاختصاصات .. هذه الوظائف التي اعلنتها هيئة التعليم التقني تشير بشكل واضح الى مدى الحاجة الى الكوادر التدريسية من حملة الشهادات العليا .. فهي مؤسسة واحدة فكيف اذا احصينا حاجة الكليات والمعاهد الاخرى التي تضمها (24) جامعة حكومية كما ذكرنا و (25) جامعة اهلية اخرى .. ان هذه الفرص امام شبابنا تسهم في زيادة الاقبال على الدراسات العليا والتحصيل الدراسي المتفوق كونه يوفر الفرص بشكل افضل للعمل .. في الوقت نفسه فانه يسهم من امتصاص البطالة بين هؤلاء الخريجين قبل ان يفكر احد منهم أو مجموعات بالسفر إلى خارج العراق بحثاً عن فرص العمل خاصة وأن الاختصاصات والشهادات التي يحملونها تعتبر نادرة ومطلوبة في الخارج .. ما يساعد على هجرة العقول وحاملي الشهادات العلمية إلى الخارج .. إذن هي دعوة لتوفير مزيد من الفرص أمام العراقيين الذين جدوا واجتهدوا للوصول الى مراتب علمية عالية.