السياسي المستقل
بدأت الخطى تتسارع من قبل القوى السياسية نحو خوض الانتخابات المزمع اجراءها في كانون الاول من هذا العام , وجميع هذه القوى امام تحدي كبير والمتمثل في نسبة المشاركة الشعبية فيها , والتي قد لا تتجاوز ال ( 20% ) ممن يحق لهم التصويت في افضل الاحتمالات ( ليس لنا دخل بالنسبة التي سوف تعلن عنها مفوضية الانتخابات ) .
سوف تشهد هذه الانتخابات سباقاً محموماً بين القوى السياسية العراقية من اجل الحصول على اكبر عدد من المقاعد لأهمية مجالس المحافظات في العملية السياسية . كونها تمثل أهم ركيزة لهذه القوى في الساحة العراقية بسبب تماسها المباشر بالمواطن , فضلا عن المكاسب المادية التي سوف تحققها بعد الحصول على اكبر عدد من المقاعد في المحافظات . فمجالس المحافظات يمكن وصفها بالدكاكين المربحة بسبب مردوداتها المالية الضخمة على حساب مصلحة ابناء الشعب العراقي , فضلا عن ذلك ان القوى السياسية تعتبر الفوز بأكبر عدد من المقاعد هو عملية مسك مباشر للمحافظات والسيطرة عليها من اجل السيطرة على مجلس النواب ومن ثم الحكومة .
ما يميز مجالس المحافظات من حيث الاداء انها لم تقدم شيء للمواطن العراقي , وان منافعها قد انحصرت بالكتل السياسية المتحكمة بها . فأصبحت اهم بوابة من بوابات الفساد والسرقة , مما جعل مطلب حلها مطلباً جماهيريا , وذلك ما حدث عندما اندلعت انتفاضة تشرين 2019 , اذ تم تعليق العمل بها من دون حلها كون وجودها دستورياً حسب الدستور العراقي الاعرج ؟
عوده الى الانتخابات وما سوف يحدث بها حسب قراءتنا للقوى السياسية المشاركة فيها . سوف تشهد هذه الانتخابات ضخ مال سياسي وبشكل عجيب لم تشهده الانتخابات السابقة ؛ بسبب تعطش القوى السياسية لعودة عمل مجالس المحافظات بعد ان فقدت خيراتها لما يقرب من اربع سنوات . كذلك ان هذه القوى تحاول استغلال اعتزال التيار الصدري العملية السياسية من اجل كسب اكبر عدد من المقاعد لأحكام سيطرتها على الواقع السياسي استعدادا منها لانتخابات مجلس النواب القادمة ففي حال عاد التيار الصدري للمشاركة في الانتخابات النيابية فان هذه القوى تكون قد ضمن تحقيق عدد كبير من المقاعد بعد ان ضيع التيار الصدري الفرصة وترك لهم مجالس المحافظات لقمه سائغة .
ان تحدي قلة المشاركة الذي ذكرته سابقا الذي سوف تواجهه القوى السياسية في حقيقته هو امر مرحب به من قبل هذه القوى , فهو يمثل فرصة كبيرة للتزوير والتلاعب بالأصوات . كون جمهور هذه الاحزاب جمهور ثابت وهو جمهور مؤدلج ومنتفع . اما التحدي الحقيقي لقلة المشاركة هو من اجل اعطاء شرعية للانتخابات .
اغلب القوى السياسية لديها جمهور مؤدلج وثابت , وهذا الجمهور ينقسم الى قسمين الاول الجمهور الحزبي المنتفع . والقسم الثاني المتمثل بالأجهزة الامنية كافة ( جيش – الداخلية – الاجهزة الامنية – الحشد الشعبي وغيرها ) فهذه كلها خاضعه لجهات سياسية وسوف توزع اصوات منتسبيها على هذه القوى , لاسيما القوى السياسية الشيعية .
على الرغم من كون الجمهور الشيعي جمهور ثابت الا ان ذلك لا يعني ان القوى السياسية الشيعية سوف تكتفي به , بل انها ستعمل على اختراق الساحة السنية ومزاحمة القوى السياسية السنية التي لا تجرئ على دخول الساحة الشيعية مثلما ستعمل القوى السياسية الشيعية , كما انها لم تجرئ على الاعتراض على محاولة اختراق القوى السياسية الشيعية لساحتها .سوف تزاحم القوى السياسية الشيعية منافستها السنية , لاسيما في المناطق المحررة ومن بعدها المناطق المختلطة . اذ سوف يتم توجيه اغلب الجمهور السني لانتخاب مرشحي القوى السياسية الشيعية وبالأخص تلك التي شاركت في تحرير هذه المناطق .
ابرز القوى السياسية الشيعية التي سوف تحصل على عدد جيد من المقاعد هما دولة القانون بقيادة السيد نوري المالكي بسبب اتقانها لعبة الانتخابات , فضلا عن توفر المال السياسي لديها , ولا ننسى سيطرة المالكي على مفاصل مهمه من مفاصل الدولة , من بعدها تأتي عصائب اهل الحق التي هي كذلك لديها ماكنة انتخابية جيدة , فضلا عن سطوتها في الشارع العراقي بعد اعتزال التيار الصدري , لاسيما في المناطق المحررة والمختلطة , كما ان العصائب بدأت تعمل بهدوء وصمت بعد اصبح لديها نضج سياسي قياساً بمشاركتها الاولى في العملية السياسية , بعد هاتين القوتين تأتي القوى السياسية الشيعية الاخرى تباعاً .
القوى السنية , ابرزها سوف تكون تقدم بقيادة السيد الحلبوسي بشعارها ( نحن امة ) , الذي يعد الابرز بين قيادات المكون السني . قد نتفق او نختلف معه فهو سياسي يجيد اللعب في الازمات على عكس منافسه الاول السيد خميس الخنجر الذي هو اقرب ان يكون مستثمراً سياسياً اكثر من كونه رجل سياسة , الا ان اهم مميزاته انه يجيد اصطياد الفرص وتصدير نفسه في كل زمان ومكان , اما المنافس الثاني للحلبوسي فهو السيد مثنى السامرائي زعيم تحالف عزم المدعوم من الاطار التنسيقي الذي يحاول تصديره الى كضد نوعي للحلبوسي فهو الا يملك الكاريزما والنشاط الذي يتحلى به سابقيه , فضلا عن كونه سياسي خامل لا يجيد اصطياد الفرص وفي الوقت نفسه محاط بمجموعة هشة من السياسيين .
اما تحالف الحسم بقيادة السيد ثابت العباسي فهو اقرب ما يكون تحالف ( المتقاعدين ) فهو لايزال غير مقروء من قبل الشارع السني , فضلا عن انه يضم شخصيات سنية مستهلك وقد اعلن عن موتها سريريا في عالم السياسة , لذلك حظوظه لا ترتقي الى حظوظ سابقية من الكتل السنية .
عوده الى الابرز بين القيادات السنية وهو الحلبوسي , فبعد ان احكم الاخير سيطرته على محافظة الانبار سوف يرمي بثقله في محافظة بغداد التي تحتضن اكبر مكون سني في العراق , فهو يسعى للحصول على عشرة مقاعد على اقل تقدير , لاسيما في الكرخ ومناطق حزام بغداد .
فيما يتعلق بالقوى المدنية والعلمانية سوف لن تستطع منافسة القوى السياسية التقليدية لعدم امتلاكها للمال السياسي , فضلا عن النفوذ وادوات السلطة , وهذه القوى على نوعين الاول : مستقل وهم اقلية . والنوع الثاني : تابع للقوى السياسية التقليدية ومهمته تشتيت الاصوات ، فضلا عن اعطاء صورة وهمية عن الديمقراطية المشوهة في العراق , لكن حقيقة الامر هم فقسوا في مفاقس القوى السياسية التقليدية الموسومة بالفساد ( ولادة غير شرعية وبعقد فاسد ؟؟؟؟ ).
قوى المعارضة مع احترامي للمعارضة الحقيقية غير المرتبطة بجهات خارجية . وانا هنا اقصد من يعقدون المؤتمرات لأسقاط الفاسدين وهم في الوقت نفسه يقيمون في المنطقة الخضراء بجوار الفاسدين . وقد وضحت من هم في مقال سابق سوف لن يكون هناك جديد .
لو كان هناك صدق نوايا من قبل القوى السياسية فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات . كان على هذه القوى وكبادرة حسن نية مناع مشاركة ابنائنا من منتسبي القوات الامنية كافة التي ذكرها سابقا . وبذلك سوف يظهر الجمهور الحقيقي لهذه القوى , لكنهم لم ولن يفعلوا ذلك لانهم بلا جمهور وكي لا تنكشف عوراتهم ؟؟؟؟
الكل ذاهبون الى التزوير لا محاله . وكل شيء لديهم مباح ( اما الفوز او الفوز ؟؟؟ )