کلما يدقق المرأ النظر في الواقع العراقي وتفاصيله، فإنه يصاب بوابل من الصدمات المٶلمة التي تکشف عن واقع بائس يسير بالشعب العراقي نحو مصير لايعرف عاقبته سوى الله تعالى، ذلك إن العراق الذي کان يفترض به إنه قد أصبح بعد سقوط النظام السابق ديمقرطيا تسود فيه القوانين وسينعم الشعب في ظله بالعيش الرغيد والرفاهية، إتضح في نهاية الامر إنه ليس سوى مرتع للميليشيات والفصائل العميلة لإيران و”خان جغان”للنظام الايراني!
عندما تسيطر الميليشيات على أرصفة الموانئ العراقية وعلى مناطق صيد الاسماك وعلى المنافذ الحدودية بحيث إنه وطبقا لما أماط اللثام عنه الوزير والنائب السابق عن محافظة البصرة، وائل عبد اللطيف، فإن”الأموال المتأتية من المنافذ الحدودية في البصرة، يذهب 75٪ منها إلى الأحزاب، و25٪ يذهب إلى الدولة”، والانکى من ذلك عندما يوضح هذا المصدر بأن”نسبة كبيرة من الثراء الذي حل على الأحزاب العراقية تأتي من المنافذ الحدودية”، بل إنه يذهب أبعد من ذلك عندما يٶکد بأن”الأحزاب تسيطر على جميع المنافذ الحدودية، سواء الموانئ أو مطار البصرة أو منفذ سفوان (مع الكويت)، أو الشلامجة (مع إيران) وغيرها. هذه المنافذ توفر أموالا طائلة، وهناك نسب منها تذهب للأحزاب”، هذا الکلام الخطير جدا والذي يعبر عن واقع عراقي بائس جدا في ظل نفوذ وهيمنة النظام الايراني الذي جعل من العراق واحة ومرتعا يستفاد منه ويستغله کيفما تشاء وتبتغي مصالحه الخاصة، يأتي في وقت صار فيه الفقر والحرمان من الظواهر التي باتت تفرض نفسها.
النفوذ الايراني في العراق من خلال الميليشيات والفصائل التابعة له والتي تشکل أذرعا مشبوهة له في هذا البلد الذي إبتلى بسرطان نفوذ النظام الايراني وعملائه الذي مستعدون لأي شئ من أجله، لم يعد بخاف على أحد من إنه أساس ومصدر البلاء، ذلك إن أکثر طرف لايريد أن تسود القوانين والانظمة في العراق وينتشر الفوضى والفساد، إنما هو النظام الايراني وذيوله في العراق، وکيف لا وهم الذين جعلوا من العراق أشبه مايکون بمجموعة إقطاعيات يتنعمون بخيراتها ويحرمون الشعب العراقي منها بمنتهى الصلافة.
النظام الايراني الذي يواجه تلالا من المشاکل والازمات، يرغب بل ويصر على أن يبقى العراق وشعبه رهينا بيد مصالحه الضيقة في سبيل أن يواجه عواقب وتبعات سياساته الفاشلة المعادية للمصالح العليا للشعب الايراني، على حساب الشعب العراقي ومستقبل أجياله، ولاريب من إن الشعب العراقي يجب أن يضغط بإتجاه تحديد دور النفوذ الايراني ودور عملائه في العراق والاتجاه بدلا لذلك لدعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل تغيير هذا النظام فذلك هو الحل الامثل والوحيد لمشاکل العراق وإيران بل وحتى المنطقة!