23 ديسمبر، 2024 3:27 م

وطن للإيجار!! وطن للإيجار!!

وطن للإيجار!! وطن للإيجار!!

هل ستجدون أفضل من خيار تأجير البلاد للآخرين لكي ينقذوها من براثن عجزنا وشرورنا وغبائنا الحضاري الوطني المخزي المشين؟!
الوطن تناوبت على قيادته جميع الملل والنحل والأحزاب والفئات , وكأنه عدوها وعليها أن تنتقم منه ومن أهله أجمعين.

وما أنجزت الحكومات والأنظمة إلا ما يُستعار منه ويندى له الجبين!!

ماذا قدمت الحكومات المدعية بالوطنية وذات الحزب الواحد والقائد والفئة الواحدة والأغلبية الساحقة وما شاكلها من هذيانات الضياع والإنقراض؟!

الوطن عاش منذ نشأة دولته المعاصرة تابعا قابعا في أروقة المصالح والمطامح الإقليمية والعالمية , وما جاءت حكومة واحدة تفكر بالوطن وتعمل من أجل مصلحته.

وبما أننا سجلنا أرقاما قياسية في العجز الحضاري والفشل السياسي والإداري والإستثماري وعلى كافة المستويات , فأن من الحكمة أن نعترف بخيباتنا ونعلن أن من الأفضل لنا أن نعرض الوطن للإيجار , بدلا من أن يبقى تابعا ومستلبا ومملوكا للآخرين وفقا لذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.

وطن بلا سيادة ولا قيادة ولا عنوان , وكل ما فيه يجري وفقا لأصحاب الحصص والمطامع والمشاريع التدميرية الرائدة.

لقد حان الوقت لعرض الوطن للإيجار , ومن الأفضل أن يؤجر أما للصين أو لروسيا , لأنهما الوحيدتان القادرتان على البناء وإعادة ترتيب أوضاعه بما يتفق ومواصفات العصر , أما الدول الأخرى فالتجارب معها واضحة النتائج , لأنها لا تفهم إلا في الإستثمار بما يعزز مصالحها ويطور طموحاتها , فهي تستثمر الثروات والويلات والتناقضات , ولا يعنيها مصلحة الوطن والناس , لأن ذلك ليس من شأنها , ويمكنها أن تسوّق ما لا يحصى من المسوغات لإبادة الشعب ومحق الوطن , فالمهم مصالحها المعلنة والخفية.

نعم إن من المسؤولية التأريخية ومن الوطنية أن يؤجر الوطن للصين أو لروسيا لبضعة عقود , على أن يتم تسليمه لقيادات رشيدة تتعلم خلال تلك الفترة مهارات إدارة دولة وبناء وطن بمستوى دول أوربا الشرقية .

قد يغضب مَن يغضب , ويضحك مَن يضحك , لكنها حقيقة مؤلمة مفجعة أثبتناها بتفاعلاتنا المكشوفة المشينة منذ ألفين وثلاثة وما قبلها وحتى اليوم , فهل لديكم حجة ودليل على أننا تمكنا من بناء دولة ووطن , وبأن أنظمتنا ليست دمى يحركها أسيادها عن قرب وبعد؟

نريد دليلا يفنّد ذلك , ويؤكد بأننا قادرون وناجحون في قيادة وإدارة بلد كوطننا الذي أوجعناه وأبكيناه وجلبنا عليه الأهوال , ولا زلنا سكارى بالأوهام ونتخبط بالأضاليل!!