23 ديسمبر، 2024 3:32 م

ولايتين للرئاسات الثلاث ام أكثر ، لم تعد ذات أهمية عندي على الأقل بعد الآن ، فصيغ العمل السياسي المتبعة في عراق مابعد شمولية النظام فيه غير مقبولة بالمرة ، او حتى واقعية في بلد أُريد له أن يكون واحة ديمقراطية في إقليم يعج بثوار جلادين وبيان رقم واحد لهم ، وآخرين قبليين ، ومع تشكيك البعض منا في حقيقة إننا منخرطون في حراك سليم فعلا” ام لا ، موصل لما سبق من حلم ، علينا الإقرار بفشل كامل تجربة مامضى من عمر الناس والإحباط الكبير الذي هم عليه او بعضا” منها ، والشروع بآخر ، يأخذ بمحطات نجاح هنا ، ويلفظ أخريات ، يسبقه حوار بناء ، تُلزم قراراته كافة الأطراف بعد الإتفاق عليها بما يضمن مصالح المكونات ويبعد توجسها ، حراكٌ يُسهم في بناء الدولة إذا ما قرر الجميع العيش فيها معا” ، الدستور ، نظام الحكم (رئاسي ، برلماني) ، الفدرالية وتشكيل الأقاليم ، التوازن الوطني ، الإجتثاث ، الإرهاب ، مؤسسات الدولة عبر تمتين شعيرة الفصل بين مالها وتلك التي لحكومة منتخبة بعد أن تماهت وأنتهت ، موارد الدولة النفطية خاصة منها وكيفية إدارتها والتصرف بها وتقاسمها ، ماهو للمركز منها وما للإقليم والمحافظات المنتجة له ، المادة (140) والمناطق المتنازع عليها ، هذه وغيرها كثير تتطلب تظافر جهود ونوايا (طيبة) وعقول مرنة مؤمنة يالتعايش السلمي دون إلغاء او نظرة دونية للآخر شريك الوطن .
صفويو الهوى منا ام عثمانيون مدعوَن معا” لا لنبذ إنتماء مُسبق جانبا” ، فقد رسب في ذهن كل منا إتجاه الآخر مارسب ، حتى نفيق من غيبوبة صراع الحكم العقيم بين الصحابة ، ونتمكن من بناء رقعتنا الجغرافية هذه المبتلاة بنا ، مع الإستعانة بخبرات من سبقنا من دول ومنظمات دولية في ذات التجربة . 

صفويون ، عثمانيون                                              

بما إن سكان هذه البقة من المعمورة لايمتون بصلة لها ، إلا بعقد إيجارها (الرمزي) ، لايجد مستوطونها الجدد حرج بفخر لايوازيه فخر بإرث أجداد لهم في الجوار ، فمن منا ينكر عظمة وبهاء أصفهان والري ، أنقرة أتاتورك وحصن آل عثمان الإستانة ، وفن العمارة فيها ، ولمَ الغضب يعتري قمم هذه الأرض أصحاب دجلة الخير ، جيكور ، مزقي يا ابنة العراق الحجابا ، علم ودستور ومجلس أمة ، إذا ماكان للخواجة حافظ شيرازي ، سعدي ، عاشق باشا وناظم حكمت نصيب كبير من عشق القلوب وهواها ، ام ينكرون شاعريتهم ؟ كما إن بغداد ، شناشيل البصرة ومنارةٌ حدباء في نينوى ، لن تجافي غرباءها ، فهن على يقين من حنين القاطنين او رحيلهم عنها لموطنٍ أصلي لهم .                         

الم تشدنا إليها وتجعلنا في حظر للتجوال الليلي طيلة ساعات عرضها ، وتخفف من حدة إقتتالنا الطائفي ، أعمال فنية لنبي الله يوسف بإنتظار مايكون منه مع زليخة حتى رأى برهان ربه ، وجمال حريم قصر السلطان ودسائسهن .                                                                                       

ولكن : ألا يستحق موطن (مستأجر) لنا ترميم وصيانة لنهنأ به وأسرنا ، ام فعلا” سنهجره بحثا” عن آخر يسعنا ، وخيرا” نفعل ، فيبدله الله من هوَ أفضل منا إعمارا” وأقل عريكة . أي بادية تلك التي تغذي فكرنا وتشحذ السيف ؟ ونحن نفاخر الدنيا وبعضنا البعض بما سبق من رقيَ إصولنا .