8 أبريل، 2024 1:17 م
Search
Close this search box.

وطن في غرفة الإنعاش

Facebook
Twitter
LinkedIn

جميعنا يتذكر فجر يوم الخميس المصادف 19 آذار عام 2003 والذي أعلن فيه رسمياً عن بدء عمليات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على العراق وعلى شعبه الأعزل المسالم،في هذا التاريخ طبق السيناريو المرسوم في دهاليز المخابرات الأمريكية والبيت الأبيض،من هنا بدأت المسرحية الأمريكية بحجة حرية وديمقراطية  العراق ورفع الظلم عنه بعد أن ذاق الأمرين من حروب متلاحقة مع دول الجوار،وحصار دام أكثر من عشر سنوات زهقت فيه أرواح أُناس لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون،هم ضحية سياسة هوجاء لنظام استبدادي أحادي القطب كل همه تحصين قدرته العسكرية وعسكرة الشارع ،أن الدول العظمى قد دعمت هذا النظام لتستنزف كل طاقاته البشرية والمالية من خلال زجه بتلك الحروب حتى يصبح لقمة سهلة لهذه الدول والتي تسمى بالعظمى ،الولايات المتحدة الأمريكية هي من كانت تتصدر تلك القائمة عندما بدأت علمياتها العسكرية على العراق تحت مسمى الحرية والديمقراطية إذ تحول كل شيء في ليلةً وضحاها ،وتغير حال المواطن العراقي من سيء إلى أسوا،إذ ارتفعت الأسعار بشكل كبير لكل السلع الاستهلاكية ومستلزمات الحياة اليومية، فمثلاً ارتفع سعر لتر البنزين من 20 دينار إلى 450 دينار،ناهيك عن العقارات فحدث بلا حرج ،جميع المعامل توقفت،الصناعة والزراعة فقد تراجعت تماماً أو بالأصح توقفت نهائياً، ولماذا حل الجيش العراقي العريق وهل يتيح لها فعل ذلك وهي دولة محتلة ،وتم تقسيم العراق الى ثكنات عسكرية ،تسريح أعداد كبيره من الدوائر الأمنية والمدنية واعتبار دوائرهم من الدوائر ألمنحله لتبقى عوائلهم بلا مردود او قوت يومي لتستمر حياتهم مثل باقي البشر أهذه هي ديمقراطيتكم يا رعاة البقر؟، وقد ظهر زائر جديد مشؤوم دخيل على طباع وتقاليد العراقيين وهو يتنافى مع مفاهيم الإسلام، انه الإرهاب وهو لادين له،الذي اخذ على عاتقه تقليص نسبة السكان في العراق عن طريق الذبح والتفجير وهو بالتأكيد الابن البار للأمريكان والقاعدة،حتى المقدسات والجوامع والحسينيات لم تسلم منه ومن شروره،وخير دليل على ذلك عندما فجروا مرقد الإمامين العسكريين في سامراء،بالإضافة إلى تهجير الناس حتى يتسنى للإرهابيين وأصحاب المليشيات لتقسيمها طائفياً وعرقياً كما في كركوك وديالى وبغداد، ثم توالت الأحداث والأزمات وأصبحت أكثر تعقيداً ، ثم اعلن عن أجراء الانتخابات حتى تأسيس مجلس النواب العراقي،الذي معظم أعضائه خارج البلاد،ليتركوا المواطن ضحية خلافاتهم تمزق جسده وهو يفتقر لأبسط مقومات الحياة والعيش الرغيد.
 عندما أسس مجلس النواب بدأت صفحة جديدة في تاريخ العراق الحديث،حيث بدأت الولاءات والمزايدات للوطن من خلال وطنيتهم المزيفة والمقنعة،إذ سنوا قانون طائفيتهم المقيتة وطبقوه على شعب متصاهر منذ آلاف السنين،نشروا كابوس الفساد الإداري والمالي بكل مفاصل الدولة العراقية الحديثة،شهادات مزورة،وعقود وهمية لإرضاء أحزابهم، ساسة اليوم في هذا البلد استخدموا نهج السياسات المشبوهة من خلال صفقات مزورة غير موجودة على ارض الواقع،وأصبح كل واحد منهم يملك ما تملكه الدولة في سنون القرن المنصرم،لقد احتكروا كل شيء واحتقروا من حولهم واستهزئوا بالدم العراقي الغالي وقد ضربت بهم الأمثال،فهم الكل بالكل محصنون من جميع الزوايا والنواحي،مساكنهم محصنة بالكتل الكونكريتية والحمايات ،ظهورهم محصنة بمن يملك من ذويهم من حصانة برلمانية او محسوبية، شهاداتهم فوق كل الشهادات رغم أعين وانف البشر،وهم الذين يشرعون القوانين الخاصة بهم ولمنافعهم الشخصية ولجيوبهم المملؤة من خزائن الدوله والمواطن ،عراق اليوم يغرد خارج السرب،تنخره غابات الجهل والأمراض والفقر والبؤس من كل جانب،المواطن المغلوب على أمره بات اليوم يبحث عن وطن غير هذا الوطن ويبحث في براثينه عن وسيلة كيفما كان نوعها كي يغير من واقعه المريض والمؤلم،القتل والتهجير والطائفية تهمة ألصقها ساسته مع سبق الإصرار والترصد،حق المواطن مصادر وليس للبشر قيمة ،عراق اليوم لا يصنف ألا ضمن الدول التي ينعدم فيها الأمن والأمان بشهادة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ،وخير دليل على ذلك استشهاد أكثر من 350 صحفياً ممن  كانوا ينقلون الحقيقة دون تزييف وتركت عوائلهم بلا مورد او من يعينهم لكن بجهود حثيثة ومثابرة من قبل السيد نقيب الصحفيين العراقيين الأستاذ مؤيد اللامي وأعضاء مجلس نقابته الموقرة كان له الدور الريادي في منح حقوق شهداء الصحافة وتعويضهم وهوشيء ايجابي هذا من جانب ،ومن الجانب الأخروهوالاسؤ هنالك أكثر من سبعة ملايين مواطن قد تضرروا والحكومة تقف على أبواب طلباتهم مكتوفة الأيدي،تلتزم الصمت اتجاههم بين شهيد ومهجر ومغترب لايسمعون سوى الوعود من ساستها،الا تستحق هذه الأرقام أن تدرج ضمن كتاب غينيس للأرقام القياسية؟؟ أم أن شعب العراق وصحفيوه من كوكب أخر،لكن رغم كل هذا سترجع يا عراق وسنكتب اسطر السعادة بضحكاتنا المرتسمة على جدران الأيام بدموعنا الموقوفة على عتبات الأحلام فلا تحزن يا وطني،وسيبقى رجال السلطة الرابعة هم أول من ينقل الحقيقة للعالم اجمع وستنتعش سمائك وأرضك الطاهره بأقلامهم الصادقة وكلمتهم الحرة لأن شرايينك هي قصتهم ودمائهم امتزجت بعزتك وكبريائك، ياوطني رغم كل ما أصابك من جراح ستبقى أنت يا عراق فوق كل الأمم والدول وستتعافى بجهود كل الخيرين والشرفاء  وستنهض من جديد وسلاماً لك ياعراق المقدسات.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب