23 ديسمبر، 2024 3:16 م

طفل صغير براءه الاطفال في عينيه بيده الناعمه يحمل لافته ورقيه صغيره مكتوب عليها ((وطني اليس للحزن فيك مده انتهاء صلاحيه !!! او على الاقل يحفظ بعيدا عن متناول الاطفال.)) كلمات بسيطه تحمل بين حروفها معاني كبيره ياترى لمن يوجه هذا الطفل كلامه !؟ ومن يجيبه على اسئلته وهل من يسمع ويشاهد…….!

لست انا بداعيه اسلامي او فقيه ديني او باحث اجتماعي ولكني تعلمت من تجربتي بالحياه ماتعلمته وتربيت علي ثوابت مشتركه مع العاقلين والمعتدليين  ونعرف كلنا ان الانسان ليس هو من يختار اسمه او دينه او قوميته ولكنه هو من يختار اهدافه ويحدد طموحاته ويضع الخط الذي يسير عليه للوصول الى غايته ونتعايش كلنا ضمن هذا المفهوم داخل البيت الكبير المسمى بالوطن لاتوجد اي تفرقه بيننا والفارق الوحيد هو مقدار الجهد الذي تبذله لتجعل نفسك في موقع يميزك عن غيرك  عن طريق تفوقك فى الحصول على شهادات عليا او تفوق في مجال عملك مما ينعكس ايجابآ عليك وعلى بلدك اي بمعنى ان الوطن يتسع للجميع وهو المظله والخيمه التي يحتمي بها ابناءه ولكن للاسف واقعنا العربي تختلف فيه الثوابت الاساسيه التي نعرفها فتجد الجاهل في مكان العالم يحكم ويتلاعب بمقدرات الوطن وخيراته فيضطر العالم او الحاصل على شهاده عليا ان يترك البلد ويهاجر ليجد فرصه افضل له ليثبت ذاته وهذا يحدث في اغلب بلداننا العربيه ممانضطر ان نترك اوطاننا لنحرر انفسنا من قيود فرضت علينا لغرض تعطلينا وعدم السماح لنا ان نبني اوطاننا فيستفاد من هذه الخبرات والكفاءات العلميه بلاد اخرى لان الوطن  والمواطن مسجون داخل اسوار وضعها الجهلاء فترى هاجس

وتفكير أغلب الكفاءات العلميه والمهنيه من اللذين لم يسعفهم الحظ ان يثبتوا ذاتهم او يجدوا فرصه للنجاح هو السفر الى بلدان اخرى بحثآ عن تحقيق الذات و الامن والامان فيتحرر المواطن ويبقي الوطن داخل هذه القضبان

سؤال يخطر في بالى دائما لماذا لم يفكر المواطن  في دول اوربا او امريكا الى طلب الهجره او اللجوء الى البلدان العربيه رغم اننا اصحاب حضارات وتاريخنا اقدم من تاريخهم وثرواتنا النفطيه  الضخمه  اكثر من ثرواتهم والاجابه بسيطه جدا ؟ فاالوطن في بلدنا ملك للحاكم فقط اما في بلادهم فهو ملك للمواطن.! فحريتنا وحريه اوطاننا للحاكم وحده هوالذي يقرر مصيرهم فعلينا ان نتذكر المعاني الحقيقيه للحريه كما وصفها الاديب المصري الراحل المنفلوطي ( رحمه الله)

هي شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محروماً منها عاش في ظلمة حالكة، يتصل أولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر. الحرية هي الحياة، ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شيء بحياة اللُّعب المتحركة في أيدي الأطفال بحركة صناعية.))

من يسلب منك حق وتضطر للسكوت خوفا من بطش الحاكم فهذا يعني انك تعيش داخل سجن كبير وان الوطن مسجون معك في نفس الزنزانه لان الوطن من دون مواطن يعيش فيه بحريه يصبح ارض جرداء وقاحله ان اصعب الاوقات في تاريخ الامم هي الاوقات التي يؤمن فيها الانسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للعيش فيصبح الخيط الفاصل بين الحق  والباطل غير واضح وتكون الحياه غابه العيش فيها للاقوي .

قد يظن قسمآ من الناس ان الابتعاد عن الوطن يمنحنا الحريه لنكتب مانشاء عنه اونجرح به ولكن للحقيقه والامانه اقولها وبصدق ان حب الوطن ونحن بالغربه قد لا يتصوره او يحس به الامن ذاق اللهفه والشوق والحنين له وألم الابتعاد عنه فيترسخ اكثر حبه في ضمائرنا وعقولنا وقلوبنا والدموع تتسابق على الخدين عند ذكر أسمه وان كل مانشاهده من تطور وبناء وعمران وثقافه نتمناه في بلادنا فتجدنا نتحسر ونتألم وننتفض لنكتب ونعبر بصدق وحب من اجل الوطن متمنيين له التطور والازدهار هذا مانحلم به ونتمناه ولكن عندما نجد الخط البياني لعجله الحياه والتطور تنحدر الى الاسفل وبلد يحكم بطريقه يقتل فيها عشرات ومئات من الابرياء نتيجه للتفجيرات اليوميه ولايمكن معرفه من يقف وراء هذه الاحداث المأساويه فهل هذا معقول!؟ قد يسكت الشعب عن السرقات والفساد الاداري والمالي وسوء الخدمات ولكنه لن يتهاون اويغفر اويسامح مع من يتسبب في اراقه دماء الشهداء الابرياء فالحاكم هو المسؤول الاول عن هذه الدماء ولايرمي العاجزين عن حمايه الشعب باللوم علي اي جهه ولاينتظر المواطن الذي فقد احد افراد عائلته نتيجه التفجيرات اليوميه التفسير او التبريربل يريد الثأر والعقاب من كل اللذين خططوا ونفدوا ودعموا بالمال والسلاح والذين قصروا في تأمين ابسط مستلزمات العيش وهو الأمن وانشغلوا بالحفاظ على كراسيهم وتقاسمواغنائم وثروات هذا البلد وكأنه ورث ابائهم.

ادهشتني انتقادات السيناتور الجمهوري الامريكي جون ماكلين وهجومه على مصرمعتبرا ان انتشار صور وبوسترات الفريق السيسى في شوارع مصر قائلآ انها تذكر المصريين بلزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومحذرا من ظهور ناصر اخر ومن جانب اخر انتقد ماكلين السياسه الامريكيه واهمالها بمسؤلياتها تجاه دول الربيع العربي وتدهور الاوضاع الامنيه الى درجه وصلت الى اختطاف رئيس وزراء ليبيا علي يد مسلحين ولو يسمح لي السيد ماكلين ان اقول هل تجاوز المصريين الخط الاحمر عندما ارادوا ان يحرروا وطنهم ويكسروا اسوار الزنزانه وعن اي ربيع عربي تتكلم فعواصف الشتاء خير لنا من هذا الربيع فدماءانا اصبحت مباحه وثرواتنا منهوبه وارادتنا مسلوبه وحضارتنا واثارانا مسروقه فلماذا تستكثر على الشعب المصري البطل ان يعبر عن ارادته بحريه!؟.

الى كل الاطفال اللذين يتسائلون والذي عبر عنهم هذا الطفل البرئ الذي يحمل اللافته بيده هل فهمت وعرفت لماذا لايوجد للحزن نهايه في بلادنا وهل اجابتي لك ستجعلك تترك الوطن ام ننتظرك لتحرير الوطن من الجهلاء وبيدك تصنع البدايه .