23 ديسمبر، 2024 4:16 ص

وطن في القلب.. وآخر في الجيب!

وطن في القلب.. وآخر في الجيب!

فرق شاسع, بين من يستخدم المنصب لخدمة نفسه, ومن يسخر نفسه لخدمة الناس, وحتى لو كان الهدف, بعض السياسيين, الفوز بتأييد الجماهير, من خلال خدمتهم, فذلك ليس معيبا, لان معايير النجاح للمسؤول, الذي اشتق اسمه او وصفه من المسؤولية المكلف بها, تتحدد بمقدار خدمته لشعبه.

المنافسة لخدمة المواطن, نظام متعارف عليه في حكومات الدول الأوروبية, ذات النظم الانتخابية التي تتحدد بفترة زمنية معينة, اما العالم العربي, الضمير وحده هو الذي يدفع المسؤول لخدمة الناس, فمتى ما أحيل ضميره مبكرا على التقاعد, اصبح مجرد بنك متنقل, يجمع ما يمكن ان يقع تحت يديه.

فلاح السوداني, وزير التجارة السابق في حقبة المالكي الذي اختلس ما يقارب 6 مليارات, دون ان ينال عقابه, خير مثال على, البنوك المتحركة, وخزانات السلطة, فحقيقتهم لا يمكن ان تكون, اكثر من مجرد لصوص ببدلات رسمية.

هناك صنف اخر من المسؤولين, يجسد معنى المسؤولية, بصورة أفعال تحسب له فيما بعد, ويحفظها له الناس والتاريخ.

عبد المهدي الذي يمثل احد المفكرين في المجال الاقتصادي, والسياسي, يمثل صورة مختلفة تماما لكلمة مسؤول, فالمسؤولية من وجهة نظره لا تتحدد بأداء الواجب فقط, بل بعطاء يسبق الاداء, وهذا يحسب للعبادي وتشكيلته الحكومية, يوما ما سيكتب التاريخ هذا ما حدث في حقبة العبادي.

وطن في القلب, وصوت ضمير يعلو, في قلب من يعرف ربه قبل نفسه, تلك رؤية اخرى يجسدها, بعض المسؤولين, والذي يعد من ابرزهم عبد المهدي الذي اخذ, على عاتقه النهوض بواقع العراق الاقتصادي, لتكون البداية من الجنوب, والانطلاقة هذه المرة من ذي قار الخير, وشركة النفط المنشودة التي تمثل اول غيث, على ارض لطالما انتظرت طويلا, بعد ان رسم البؤس ملامح المعاناة على وجوه اهلها, وذلك انجاز لوزير النفط يحسب له, ومبادرة تستحق الشكر.

هنا تتضح ابعاد المقارنات, بين مسؤول يضع نصب عينيه, وطن حلم, ويدرك تماما ما سيترك خلفه من اثار للتاريخ, ومسؤول يفكر في مقدار ما يضع, من دولارات في حسابه, الخاص, فهناك فرق شاسع, بين من يضع وطنه في قلبه, واخر يضعه في جيبه.