آلمني كلمات قرأتها للكاتب والروائي المصري ( نجيب محفوظ ) عندما رأى طفلاً يبيع الحلوى عِند إشارة مرور، فبكى، ثم كتب: ” و أحلامُ الأطفال قطعة حلوى، وهذا الطِّفل يبيعُ حُلمَه! “.
أذن ماذا نقول عن الآلاف من أطفال العراق ممن تركوا مقاعد الدراس، ووقفوا عند تقاطعات الشوارع، وأشارات المرور، يتسولون بطرق متعددة لأجل الحصول على شيء من المال يسدون به حاجاتهم وعوائلهم الفقيرة. وماذا نقول عن الآلاف من النساء والرجال ممن يعتاشون على ( الأزبال والنفايات ) ليبيعوها ويشتروا بثمنها شيء من الطعام أو الدواء أو أيجار البيت أو ثمن الاشتراك ببضع ساعات يومية من كهرباء المولدات، في وطن محسود على الثروات التي يملكها، ثروات يمكنها أن تجعل شعب أي دولة تملكها غنية ومتطورة ومرفهة. ولكن كارثتنا هي في ساسة الأحزاب والذين أمتلكوا زمام الأمور والقرار والحكم منذ ما يقرب من عشرين سنة، وسيطروا على ثروات البلاد، وجعلوها طعمة لهم ولاحزابهم وأقربائهم وأسيادهم في خارج العراق، والذين يسيرونهم كأنهم قطعة دمى بيد محركها في مسرحيات ( عروض العرائس ). هؤلاء السفلة الذين تركوا أغلبية شعبهم في ذل الفقر والبطالة والأمية والجهل والمرض والمعاناة وقلة الخدمات. هؤلاء الذين جعلوا الكثير من شباب العراق يلتجئ إلى المخدرات وحبوب الهلوسة والتخنث والبعد عن التعاليم الدينية والقيم والأعراف الحسنة الموروثة، بسبب الفقر والعازة والبطالة وقلة الحيلة وتأثير وسائل الإعلام المختلفة في عصر العولمة وحروب أستحمار وأستعمار العقول. يارب أسألك بحق محمد وآل محمد؛ أن تذل هؤلاء الذين أذلوا الشعب العراقي، وجعلوه يتحسر على أبسط الحقوق ومقومات الحياة، والتي توفرها حكومات دول فقيرة لا تملك ربع مايملكه العراق من ثروات طبيعية وبشرية.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.