15 نوفمبر، 2024 7:45 ص
Search
Close this search box.

وطن حقيقي وطن مزور

وطن حقيقي وطن مزور

الأوطان نوعان :- أوطان مزورة وأوطان حقيقية الأوطان المزورة أوطان الطغاة  والأوطان الحقيقية أوطان الناس الاحرار.
أوطان الطغاة لا تمنح الناس سوى القهر والذل والفاقة . ومدنها وقراها لها صفات القبور والسجون ،ولذا فإن الولاء لأوطان الطغاة خيانة للإنسان ،بينما عصيانها والتمرد عليها خلاص للإنسان وحفه في حياة امنة يسودها الفرح وتخلو من الظلم والهوان ،لاسيما ان الولادة في أي وطن هي جذر يربط الانسان بوطنه ولن يقوى ذلك الجذر وينمو ويكبر إلا بما يعطيه الوطن من حرية وعدل هذه نصوص الشاعر و الاديب محمد الماغوط التي يُعرف بها الأوطان. هو سوري يعتبر نفسه دائما رجل القضايا الخاسرة ، وهذا ما يلاحظه القارئ لأغلب كتاباته من الشعر والرواية والمقالة التي نشرت بالعديد من الصحف والمجلات في الوطن العربي . يعبر الماغوط دائما بأن اكبر خسارة ممكن ان يمر بها الانسان هي خسارته لذاته . وخسران الذات يأتي حين يفقد الإنسان إنسانيته وسط بلده .
      الأوطان الحقيقية هي الأوطان التي تعطي  للإنسان حريته وتدافع عن كرامته .الأوطان الحقيقة التي يجد الانسان بها عزته الاوطان الحقيقية هي الاوطان التي يتساوى فيها الجميع في كل شي سواء كان هذا الانسان حاكم او محكوم .رسالة الماغوط هي لم تكن رسالة اديب او شاعر وإنما كانت رسالة مواطن لكل مسؤول بهذا الوطن العربي من الشرق الى الغرب ايها الحكام مهما حكمتم الناس بالسيف والصولجان سوف يأتي يومكم وهذه كانت نبوءة له ، وما حدث من الثورات العربية وسقوط اسوء النظم وأكثرها جورا وظلما إلا دليل على ان الانسان لا يمكن ان يحيى الى الابد عبدا مقيدا .
      موقفنا ان نملا الوطن ضجيجا وصخبا وان نعبر بكل ما نستطيع حتى لا يصبح الفساد فضيلة والسرقة امانة ، حتى لا يفضل الخائن ويتهم الأمين حتى نرى الأمل بعيون الناس بعد ان اصبح الأمل غمامة بؤس وحزن الوطن مسؤولية الجميع والمسؤولية تسترعي من الجميع ان لا يسكت ولا يتهاون في كشف الزيف والفساد والمفسدين . كل الثورات التي حدثت بالتاريخ كان ابرز عامل للقيام بالثورة هو الشعور بالظلم .
     الظلم هو شعور سيء يقوم  بتدمير النفوس وسلب الانسان شعوره وحبه لوطنه وأرضه. الهجرات التي تحدث سواء بالقسر او بإرادة الإنسان هي هجرات ضد الظلم المتفشي ضد الضياع الذي يعيشه المواطن في بلده  حيث لا يجد سوى الجوع والظلم والاستغلال .
      مسؤولية الجميع ان يتكلم وان يسخط وان يخرج ويملا المكان والزمان .اي نعمل بكل الوسائل التي نستطيع من خلالها ان نعبر عن حجم الظلم وكشف المفسدين مهما كان الثمن ،الوطن يعطي حين يقدم ابناءه كل ما يستطيعون من جهد وطاقة لأعمار بلدهم والدفاع عن حقوق  الناس جميعا .
      الانتماء للوطن لا يعني ان يعيش الإنسان حالة من الفردية والإنعزال عن واقعه وهموم المجتمع هذا ما يريده الطغاة والساسة المفسدين هو عدم الإكتراث من قبل الناس وعدم المعرفة بما يجري حتى يتسنى لهم السرقة والابتزاز والتخريب هذا ما يمر به ويعيشه المواطن العربي او المواطن العراقي من التقليل من قيمته وتفكيره والسخرية من قدراته على صنع الخير والحياة لبلده. ثم تهجير ومحاربة كل وطني وكل إنسان حاول ان يقدم او يسعى لأي عمل نبيل تجاه وطنه. 
     بناء الاوطان يبدأ من شعور الانسان بالإنتماء وحبه لوطنه حيث ان البناء دائما يكون اصعب من الهدم  وأبرز ما نفتقده بالعراق الشعور بالانتماء  للوطن وضعف الاخلاص تجاه الوطن وعدم وجود هوية تجمع العراقيين وتوحدهم  الكثير يفكرون بأنفسهم ولا يفكر احدنا بخدمة الجميع . إن السعي للتغير يمكن من خلال الوقوف بقوة وشجاعة ضد الظلم الاجتماعي والاستغلال السياسي والجهل الديني . يتم ذلك من خلال التعبير بكل الطرق والوسائل وأهمها وسائل الاتصال المتاحة سواء مسموعة او مقروءة او مكتوبة  حيث ان بناء الاوطان يبدأ بكلمة .
ومضة :
لا وطن مع الظلم
جان دي لابرويير

أحدث المقالات

أحدث المقالات