أن المسيحية في العراق لها أزل ومكان واديرة ، وأن عرب ما قبل الاسلام كانت تعتنق النصرانية في الحيرة ومناطق الجزيرة المحاذية لبصرى الشام ، وأن كتابا مهما للباحث العراقي محمد حسين طريحي اهداه اليَّ قبل سنوات يتحدث عن عشرات الاديرة النصرانية في محافظة النجف .
هذا الازل يعطي للمسيحية والصابئة وبقية الديانات احقية المشاركة الحضارية والثقافية والدينية مع الاسلام لتكوين خصوصية وطن قد يفقد من خارطة وجوده الكثير عندما يختفي مكون بفعل نوع من التطرف والفعل الارهابي والفتوى المتخلفة التي يقودها اليوم طرفان هما الارهابي الداعشي المتخلف والجاهل الديني الذي لايع تفسير الآيات الكريمة واعطاء الموحد الآخر حقه في الحياة وممارسة طقوسه بحرية في مكان كان هو اقدم من غيره في تواجده وتأسيس معبد عبادته والعيش على ترابه.
لقد سجل التأريخ العراقي منذ الفتح الاسلامي والى اليوم تآلف حياتي بين الاسلام والمسيحية يسوده الاحترام وما تنطق الآيات القرآنية في المشاركة الاجتماعية في احكام الجزية وممارسة الشعائر والطقوس .
واظن ان العراق الحديث الذي بدأت دولته في عشرينات القرن الماضي قد منح الاقليات المشاركة الفعلية في الحقوق والواجبات .
وكان المسيحيون الذي شاركوا في بناء النهضة العراقية الجديدة يعيشون جنبا الى جنب مع المسلمين وبقية الديانات وحتى المناطق الجنوبية التي يشكل المسلمين نسبة 99 بالمئة من سكانها كان لهم فيها كنائسَ ومعابد كما في البصرة التي كان عدد اسرها المسيحية بالأف ، ولم يبق منهم اليوم سوى العشرات من الاسر ، فيما لم تبق سوى اسرة واحدة او اسرتان في كل من العمارة والناصرية والكوت.
على الدولة ان تنتبه ان غياب المكون المسيحي من الخارطة العراقية هو غياب لخصوصية بشر لهم مرجعية موحدة وتاريخ حضاري مهيب في اوربا موطن ( الفاتيكان ) .
الذي هو اليوم الحاضنة الآمنة للمسلمين والمسيحين وبقية الاديان الهاربين من ظلم داعش والدكتاتوريات وفتاوى العقول المتحجرة تطرفا ولثاما.
وعليه نرى ان مسألة البقاء بالنسبة للمكون المسيحي اصبحت خطرة وحساسة جدا . واتمنى مخلصا ان لا يكون المسيحيون في العراق كما ابناء عمهم الصابئة المندائيين شريحة مجتمعية نادرة….!