11 أبريل، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

وطن برسم التاجيل

Facebook
Twitter
LinkedIn

يوشك عام اخر على الرحيل. وعام اخر يوشك على الولادة. العام الذي مضى يبدو الاطول بين الاعوام حتى ليخيل للمرء انه يريد ان يمتد اكثر من الـ 12 شهرا المقررة له. فالاحداث لاتزال تتزاحم فيه .. ثورات, انتفاضات, انظمة رحلت واخرى تنتظر الرحيل او الترحيل. احتجاجات, هيجان, فورات, موضات, هزائم وانكسارات على كل المستويات. الذاتية والموضوعية, الشخصية والعامة. الوطنية والاممية. طوال العام الذي سيصبح ماضيا بعد اقل من اسبوعين “كتبنا وماكتبنا وياخسارة ماكتبنا” مثلما تقول فيروز. وخلال العام الذي سيحل بعد اقل من اسبوعين سوف يستمر منا من يستمر على نهج الكتابة منتقدا, مادحا, قادحا, مشككا, متيقنا, ظانا باثم مرة ومن غير اثم مرة اخرى فليس كل الظن اثم. والسؤال الدائم هو “من يقرا؟ من يكتب؟” ..فكل شئء في وطننا برسم التاجيل. الحكومة في وطننا حكومات برغم عنوانها العريض “حكومة الشراكة الوطنية” مثلما يسميها طرف و”حكومة المشاركة الوطنية” مثلما يسميها طرف اخر. وبين المشاركين والمتشاركين في الحكومة ماصنع الحداد والبقال والتنكجي. المعارضة لدينا معارضات. معارضة من الحكومة داخل الحكومة ومعارضة  من غير الحكومة خارج الحكومة. معارضة تؤمن بالعملية السياسية ولاتؤمن بالحكومة الناتجة عنها ومعارضة لاتؤمن بالعملية السياسية ما ظهر منها ومابطن. الاصلاح لدينا شعارات مرفوعة على الواجهات مرة او مشاريع على الرفوف العالية مرة اخرى يعلو بعضها  غبار النسيان حينا والتاجيل حينا اخر. المصالحة عندنا قصة عنتر لمن سمع بقصة عنتر. كل يوم يمر يعلن فصيل انضمامه للمصالحة الوطنية مرة بمؤتمر صحفي ومرة بخبر يتيم حتى بتنا نشكك في ان يكون الوطن كله من اقصاه الى اقصاه مجرد فصائل مسلحة تنتظر ادوارها بالانخراط في العملية السياسية. حتى المشروع الوطني مشاريع وبرسم التاجيل ايضا. كل مكون لديه مشروع وكل كتلة ضمن المكون لديها مشروع وكل حزب ضمن الكتلة لديه مشروع وكل مجموعة منشقة او تروم الانشقاق ضمن الحزب في الكتلة داخل المكون لديها مشروع و”لازم” يكون هذا المشروع وطنيا. كل زعيم في مكون وداخل كتلة لديه مشروع واذا لم يتوفر لديه الوقت للتفكير بمشروع فلابد ان تكون لديه مبادرة لحل “الازمات العالقة”. وبدلا من ان يلجأون الى حل “الازمات العالقة” حين يناقشون “اخر المستجدات” فانهم حولوا الوطن الى اوطان تسمى تحببا او تخفيفا اقاليم مستقلة “اداريا واقتصاديا” ضمن العراق الموحد. هم فضل منهم وكثر الله من امثالهم انهم يؤمنون بالعراق الموحد حتى الان. العراق نفسه صار عراقات تمثلها مشاريع المكونات والكتل والاحزاب والقادة وكلها بالمحصلة النهائية برسم التاجيل. فلا اصلاح اكتمل ولا مصالحة انجزت ولا حكومة اكتملت اذ مازال البحث جاريا عن امراتين عراقيتين تلدان وزيرين يصلح احدهما للدفاع والاخر للداخلية لكن هذا ايضا هو الاخر برسم التاجيل لاننا اختلفنا على الابوين لاسباب لامجال للخوض فيها الان و .. ابويكما الله يرحمهما.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب