22 ديسمبر، 2024 6:55 م

وطن القادة السيئين.. إغتيال العبادي؟!

وطن القادة السيئين.. إغتيال العبادي؟!

تدخل التجربة الديمقراطية سنتها الخامسة بعد العشرة، في بلد يصارع من أجل الحياة، العراق؛ وطن القادة السيئين، تاريخ اسود، بصفحات ملئت ظلما وخذلانا وتآمر وخيانة، حتى في أجملها، كنا نبحث عن الموت، لم يتسنَ لجيل واحد أن يعيش في نعيم، ويموت في نعيم! دوما كانت الجحيم، ملاصقة لكل جيل، اما في نهايته، أو كما رافقتنا منذ البداية، وكأننا ولدنا لنكون حطبا للحروب.

لم تقتصر الحروب في السلاح فقط، اليوم نعيش حروب متنوعة، ومتعددة المصادر، منها حروب نفسية، واخرى تكنولوجية، فضلا عن الحروب الثقافية، واخرها حرب المياه والأمراض، جميعها تشتعل في أروقة الارض الخصبة، لتجارب أنواع الحروب.

الخيارات جميعها مفتوحة، والعالم يغوص في الخلافات والصراعات، حروب سياسية، واخرى اقتصادية، واليوم دخلت الحروب في الجسد الواحد، والحزب الواحد، عشاق السلطة، يتهافتون على المناصب، ويلهثون على الدولارات، لا يهمهم اي شيء، فاليحترق العراق!

كلمات رئيس الوزراء العبادي، في مؤتمره الصحفي، جاءت قاتلة، لغريمه المالكي، واصفا اياه بالفاشل، والذي تسبب بضياع ثلث العراق، من أجل مكاسب سياسية، حتى كاد أن يقسم البلد، بعد التنازلات التي قدمها للأكراد من أجل بقائه في الكرسي، سعى العبادي لقصف جبهة المالكي، وانتزاع كل تلك السنوات التي عبث بها، في ظل تدهور كبير عاشه العراق، تحت قيادته العقيمة.

العبادي، يعيش عصره الذهبي، بعد إعلان نصر العراق تحت قيادته، وترجمان ذلك كان كسر شوكة الكرد، بعد دعوى انفصالهم التي أفشلت، كل تلك الأمور، ساعدت على سطوع نجم العبادي، أمام انهيار وضياع وتشتت المالكي وأنصاره، العبادي اليوم محط سهام كثيرة، واغتياله يفتح الباب لكثير من المنافسين، في ظل هذا التدافع الكبير من أجل الكرسي، ان لم تغتاله جهة سياسية منافسة، فالاغتيال يأتي من الخارج، على يد عصابات؛ خارجية التحكم، داخلية النفوذ، لخلق حالة من الانقسام الجديد، وتوزيع الاتهامات، بين الحزب الواحد، وادخال العراق ونظامه السياسي، في نزاع جديد، بلاعبين جدد، كون التدافع على الجارة سوريا، أصبح في أشده، وانعكاساته واسقاطاته، ستصل إلى الأراضي العراقية.. لكن الأمر ليس بهذه السهولة.

هناك جهات مستفيدة، ومتجذرة داخل هذا الجسد الفاسد في العراق، فلو استقرت الأوضاع، ستفلس تلك الجهات، لذا فهم يقاتلون من أجل أن يبقى البلد في حالة من الفوضى والفساد والسرقة، تجار وسياسيون وعصابات ومافيات ودول إقليمية وغربية، تعمل ليل نهار من أجل عدم نهوض هذا الوطن.

السبيل الوحيد أمام هذا الوطن، هي تلك الثلة من الشباب الواعي، والتي من شأنها أن تحمل قارب البلد، الى ساحل الأمان، الشباب هم الطاقة الوحيدة للتغيير، وهم ما يبعث على الأمل والتفاؤل لغدا أجمل.