مِن أَيـنَ أَبتَـدِرُ العِـراقَ ؟ أَبثُّـهُ
………. شكوايَ ! وَهْوَ إِلى شِغافِي الأقربُ ؟
وَبِـأَيِّ صَـوتٍ لِلنَخيـلِ مُجلجِـلًا
……… أَقفُو لَدَيهِ صَدَى الجِراحِ ، وَأَنحَـبُ
أَنا يا عِرَاقُ الدَّمعُ – يَبكِي نَفسَهُ –
……… وَلَأَنتَ لِلزَّهـرِ الرَّحَيـقُ الأَطَيـبُ
يا أَنتَ يـا وَطـنَ العُروبةِ،حانِيًـا
……… دَومًـا تَـرِقُّ وَقَلبِـيَ المُتَـرِقِّـبُ
بَغدادُ ؛ عَلَّمَتِ الوَرَى صِدقَ الهَوَى
……… وَأنـا لِعَينَيهـا الـرّوَاقُ الأَرحَـبُ
وَلَقَدْ ذَكَرتُ الغـارَ فـوقَ جَبِينِهـا
……… فَتعذَّبتْ رُوحِـي ، فَقِيـلَ : مُعـذَّبُ
لَكِنَّهُمْ خانَوكَ يـا وَطَنِـي ، وَمَـنْ
………. خَـانَ الرُّبُـوعَ مُدَنِّـسٌ وَمُخَـرِّبُ
أَطرَبتُ أهـلَ الرافديـن بِأحرفـي
……… ولِأهلها تسعى الحـروفُ وتَطـرُبُ
غَصبُ العراقِ على الكرامِ مُصيبَـةٌ
……… والنـاسُ فـي نِيرانهـا تتقَـلَـبُ
عينَاكَ يا بَلـديْ الحَبيـبَ قضيـةٌ
……… كُبرى وقلبي مُـذْ تَعِبـتَ المُتعَـبُ
عاشَتْ بِكَ الدُنيـا فأزهـرَ حَظُهـا
……… ونَما بِأرضِـكَ عُـودُ عِـزٍّ أهيـبُ
ما الشِّعرُ يُجمِلُكَ الصِّفـاتِ خَيالُـهُ
……… فَرُؤاكَ أعـرَقُ ياعِـراقُ وَأًصلَـبُ
عَلَّمتَنا نهجَ الصُّمـودِ فَلَـمْ تَـزَلْ
…….. طَوْداً إِذَا جَـاؤُوُا رُبَـاكَ لِيَنْهَبُـوا
وَلَقَدْ نهَضَتَ مِن الرّكـامِ تُقُيلُنِـي
……… مِنْ عَثرَةٍ كَذَبَـتْ وَأُخـرى تَكـذِبُ
أنتَ العراقُ اليعرُبِيُّ ، وَأَنـتَ لِـي
……… أُمٌ،وَأَهلُـوكَ الضَّياغِـمُ لِــي أَبُ
حنَتْ لِيَ السَّنواتُ قَامَـةَ فِكرَتِـي
……… وسَعَتْ تُهـدِّمُ فـي البِنا،وَتُخـرِّبُ
حَتَّى دَمِي المطلـولُ بِيـعَ لِأَنَّنـي
……… آمَنـتُ أَنَّـكَ لِلبُطولـةِ مَـذهَـبُ
مِنْ أينَ أبحرُ ياعـراقُ ؟ وحِيلتـي
……… عَصَفَتْ بها الدُّنيا ! وَضَلَّ المَركِـبُ
لَكِنَّني أَهـوَاكَ يـا وَطنـي عَلَـى
…….. ما بَي،وَحُبُّـكَ ياعـراقُ المَهـرَبُ
دمشق 1986