وطنيون وثنيون استجابوا لفتوى «النجف» عام 1914م لمقاومة الصليبيين جيش مرتزقة الهند درة التاج البريطاني، لكنهم بعد قرن من الزمن عام 2014م استجابوا ثانية للجهاد الكفائي لمرجعية النجف ذاتها بتشكيل الحشد الشعبي للدفاع عن الوطن الوثن في نينوى، باسم حماية الحمى وطن المقدسات.
هذا هُوَ تأويل تنظيم (داعش) لتحرير العراقيين لموصل الشام حوض الفرات من الاحتلال الداعشي المتطرف؛ “قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا” (سورة هود 61).
تأويل لسماحة الديانة الإبراهيمية الحنيفة تطرف بخاتمها الإسلام وكفر الآخر، شيعة وثنيين ومسيحيين مشركين أعطوا الصليب للهنود الحمر وَاسْتَعْمَروا العالم الجديد وطنهم الأصل أميركا باسم الدين !.. تأويل الباطنية الوهابية السعودية التقية المنافقة لأميركا، حاضنة تنظيم القاعدة الذي رشح منه داعش.
عام 1996م في المغرب الأقصى أصدر الشاعر محمد بنيس عن دار (توبقال) ديوانه بعنوان (المكان الوثني Le lieu païen) ترجمه Bernard Noël إلى الفرنسية وصدر عن دار نشر (لاموريي) وحاز عليه المغربي محمد بنيس، في باريس، جائزة “ماكس جاكوب” للشعر، ثم استوحى الشاعر العراقي سعدي يوسف، قصيدته (صلاة الوثني)- إلى عبدالرحمن منيف (القادم من بلاد الحرمين حيث الطواف على حائط الكعبة والتبرك بالحجر الأسود):
لقد أُوثِقْـتُ، سنينَ، إلى هذي الصخرةِ، يا ربَّ الطيـرِ:
امنَــحْــني، يا ربَّ النخلِ، رضاكَ، وعفوَكَ:
إني أُبصِـرُ حولي قاماتٍ تتقاصَــرُ.. أُبصرُ حولي أمْـطاءً تَحدودِبُ، امنَـحْـني، يا ربَّ النخلةِ قامةَ نخلةْ…
ويختم سعدي يوسف، قصيدته (تلك البلاد..):
الغرَباءُ أقاموا مُعَسكَرَهم ثم قاموا يُنادونَنا، كلَّ صُبْحٍ، بتكبيرةٍ من مكبِّرِهم في المعسكرِ: صَلُّوا ..
ومسك ختام قصيدته (آلُ البيت.. ومَقاتِلُهم!):
الآن يأتي الزوّارُ إلى مَزاراتِهم..
يأتون إلى العراق الشيعيّ أو العراق المتشيِّع أميركيّاً أو إيرانيّاً..
يأتون من كلّ فَجٍّ عميقٍ ليزوروا كلاباً وقططاً دفنَها المتوكِّلُ!:
http://www.saadiyousif.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=2027:2016-10-20-20-18-24&catid=18&Itemid=29