23 ديسمبر، 2024 2:21 م

وطنية موسـمية لعلنا لا ندافع الا عن عشرة ايام

وطنية موسـمية لعلنا لا ندافع الا عن عشرة ايام

·         لحظة يعد النائب بمحاربة الفساد يفكر بافتراس الشعب
·         هل ينجز المواطن معاملة بعد الانتخابات من دون رشوى ولا إهانة
·         إستغل صدام ايمانهم بالرأي ونقيضه فنفذ من ضعف مباقر بطونهم
·         ثروات تتدفق من منابعها تحت الارض الى مصباتها في جيوب الساسة
 
دأب العراقيون، على استلال سيوفهم، عقب انفضاض الجمع، وانسحاب جيش يزيد من “الطف” تاركا الحسين مسجى، خضيب النحر قطيع الاصبع، مجردا من الثياب، وعياله سبايا.. يقطع جيش إبن زياد الفيافي بهم.. أسرى صوب إبن هند.
كل عام، نستعيد خيبتنا، مقررين الا نخذل سبط الرسول في العام المقبل، و… تدور السنة، في فلك الايام، ويحل شهر عاشوراء، فنترك الحسين، فردا يقاتل، وننزوي في ركن منيع، يعصمنا من رصد جيش بني امية؛ كي نبكي الحسين.. ناحرين الذبائح بخنجر العبرة الساكبة، سائلين الله ان يحشرنا مع الشهداء! براغماتياً.
نبكي خذلاننا للحسين، عشرة ايام وعشرة أخرى واخرى، ريثما يحل “مرد الرؤوس” فنبكي دما “نذب لحم” لكننا نخذله مرة أخرى وأخرى والى يوم يبعثون.
وهذا هو منهج سلوكنا العام، في كل الميادين وعلى الاصعدة وإشتمالات حياتنا كافة؛ ومنها السياسة.. بل وأخطرها السياسة، الراهنة، التي يجب ان تحسن إدارة البلد، وفق رؤيا ستراتيجية، واضحة، لا لبس ولا عواطف ولا تضبيب ولا تناقض فيها، ولا “قلوبنا معك وسيوفنا عليك” انما يجب على السياسي.. المرشح أن يفكر بصوت عالٍ أمام ناخبيه! ضمن الهبة الهوجاء التي ترشح في عصف عجاجها “اليسوة والمايسوة”.
لكن ما يحصل فعليا.. على ارض الواقع، هو إلتباس وعواطف وضباب وتناقض من دون وضوح ولا تخطيط ستراتيجي، خربطة يفيد منها “القفاصة” فقط.
فما ضر العراقيين جور صدام، قدر ما ضرهم، الايمان بالرأي ونقيضه، وتقمصهم موقفين في زمان ومكان واحد، الامر الذي استغله الطاغية المقبور؛ فجار عليهم، نافذا من مباقر الضعف الرخوة في بطونهم.
فالمرشحون يندفعون سادرين نحو مجلس النواب، واعدين بقطع شريان الفساد، الذي يبزل دمنا.. شافطا، وليس راعفا في جسدنا المصاب بفقر دم؛ على الرغم من قوة تدفق الثروات من حولنا، بغزارة من منابعها تحت الارض، الى مصباتها في جيوب الساسة.
المرشح لا يفصح عما يدور في رأسه، وهو يعوي واعدا الشعب، بقطع دابر الفساد، مفكرا بأن إستغفال هؤلاء الرعاع، وسيلته المثلى، للولوغ بدمهم.
قبل ان يتوسلهم انتخابه، لبلوغ مجلس النواب، لا فرصة لديه في دخول الحفل المقام حول الوليمة، يفترسونها لوحدهم، بل لا يكلفون أنفسهم عناء حماية المواطن من… عشرة ايام في ذكرى استشهاد العراقيين، وتنتهي الانتخابات و… هيلة على مرشح يتذكر ان في الشارع شعبا يحتاج كل شيء…