10 أبريل، 2024 9:19 م
Search
Close this search box.

وطنية الشعر ووطنية العمل

Facebook
Twitter
LinkedIn

سلسلة بناء وطن 6

وطنية الشعر ووطنية العمل
يتشابه لفظ الوطنيه بين شعوب وامم العالم ويختلف معناه حسب كل امه ونظره..مفهوم الوطنيه عند بعض الشعوب ومنها العرب، اليوم ..هي التغني بالشعر والتأني بالخطب البليغة منها والبسيطه ..وكذلك المزايده في المجالس والمدارس ..ويفشل الغربيون في ذلك فشلا بائنا ينبيء عن خمول كبير في هذا الجانب المهم من الشعور الوطني حتى انك تأسى عليهم لشدة ولعك بهذا النوع من الوطنيه ..كنت قد عشت في بلدة صغيره في وطني الذي ولدت فيه ..وكان يقام في السنة الواحده عشرات الندوات والمهرجانات والجلسات وكذلك حضرت مئات الدروس ..كلها تتغنى بالوطن ..بل مايزيد الفخر ان هناك مادة دراسيه وخصص لها كتاب اسمه (الوطنيه ) او التربيه الوطنيه ..ثم مكثت في بلاد الغربه سنوات طويله فشعرت بالحزن والاسى والحنين الى تلكم الايام المجيده والالم من اجل هؤلاء الناس ..للاسف ..فلم ادع ولم اصادف ولم اقرأ اعلانا عن مهرجان واحد عن الوطنيه ..تبا ما انكرهم وابعدهم عن حب بلادهم ..او لعلهم لايحسنون الشعر والخطابه ..حتى في الجامعات ..!!
الوطنيه عند هؤلاء الناس تقتصر ..للاسف ! على حب الدراسه والبحث والعمل كل في مجاله من اجل نهضة بلده ..الوطنيه عندهم ان يحافظوا على نظافة الشارع الذي بذل العامل المختص جهدا في تنظيفه (طلبا للمال ) ولكن ليس هناك من مبرر للحفاظ عليه من قبل الاخرين الا الوطنيه ! فلا احد يعطيك مالا على عدم توسيخ الشارع ..الوطنيه عندهم تقتصر على الاختراع والصناعه والتطوير وتوفير سبل العيش السهل احدهم للاخر ..وخدمة للاجيال القادمه ..بنيه تحتيه وصيانه..غريب !
اي شكل جاف من الوطنيه هذا ! فعلا شعوب جامده لاحياة فيها !! مادخل صناعة المحركات الصاخبه ..وبناء المجاري (بما تتخيله من اشياء مقززه )..بالوطنيه الرائعه ..الاشعار الجميله الرنانه ..الكلمات المليئه بالورود والرياحين لهذا الوطن الجميل ..نعم ورود ونظافه في قاعة المهرجان الشعري وفي الشعر…صحيح ان خارجه مزبله وان هذا الشاعر وذاك المثقف وهؤلاء النظاره يرمون اعقاب سكائرهم وفضلات طعامهم ومكسراتهم في الشارع حالما يخرجون ..-اما لانهم لايجدون مايرمونها به من حاويات او لانهم يجدون ولايفعلون-! ..ذاك انهم افرغوا كل ماعندهم من الوطنية ..بالشعر والدفاع المستميت حد الاستشهاد عن هذا الوطن المفدى ..الذي يستحق كل الشعر والسهر حتى الصباح من اجل قصيدة عصماء ..اتذكر كثرة المهرجانات الشعريه والكلام هناك ..رغم المزابل والغبار الذي لايدعك ترى راحتي يديك (حتى اني اعجب بل واشيد بهؤلاء الشعراء والمواطنين الوطنيين ) كيف تسنى لهم ان يقولوا شعرا رومانسيا وطنيا رائعا ..وسط تلك الروائح المقرفه للوطن ..ياللحب !
وطن مقرف ..ولكنهم يتغنون به ..مااروعهم واخلصهم ..وطن لايستحق ان تبصق عليه من قذارته وتهشمه ..ولكنهم يتغزلون به..بل ويزيدونه قذارة مع الغزل ..بسكائرهم وفضلاتهم ..شعراء يركنون سياراتهم في مناطق تزعج هذا الوطن ومواطنيه ..ليترجلوا الى المهرجان صادحين بحبه ..
والغريب انه منطقيا ..يكون المتمرسون في الشعر الوطني والخطب ..على الاقل -ان فشلوا في العمل والصناعه – فانهم يفلحون في القتال في سوح الدفاع عن الاوطان ..وهذه حسنتهم الوحيده ..ولكني لاحظت ايضا ان اولئك الغربيين تفوقوا في هذا ايضا …ولعل السبب هو انه ليس لدى اللشعوب المتشدقه بالكلام والشعر ..شيئا يستحق الدفاع عنه ..بينما لاولئك الجامدين القساة اللاوطنيين انجازات وسنوات من التعب والجهد ..يفضل المرء ان يموت دون تخريبها او سرقتها من قبل عدو لايرحم..لذلك فهم يموتون دفاعا عن اوطانهم تطوعا ..ونحن نتهرب من الخدمه الاجباريه او لعلنا نلتحق بها ونحاول التوسط للحصول على مواقع ابعد عن التصادم مع العدو ..واكثر امانا لنظم القصائد الوطنيه اوحفظها ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب