21 نوفمبر، 2024 3:56 م
Search
Close this search box.

وضع ووضعية الحديث

اهمية الحديث النبوي للمسلمين اهمية قصوى ومنه بعد القران يستمد المسلمين احكامهم بل في كثير من الحالات لا تكفي الايات الا بالروايات من حيث الافهام والاحكام وبسبب الحديث استجد علم رجال الحديث وهذا من الاهمية تجعل مقبولية الحديث تعتمد في احيان كثيرة على سنده .

هنالك احاديث يمكن ردها في بعض الاحيان بالعقل من حيث محتواها او الاختلاف بالحدث التاريخ يعني مثلا عندما يضع الوضاعون حديثا يكون سنده رجل مات في زمن الامام الصادق عليه السلام ويقول قال لي الجواد عليه السلام ، وللعقل ايضا قابلية في تحمل مفردات الحديث ففي بعض الاحيان تكون هنالك مبالغة وبالرجوع للقران والسنة نصل للصحيح.

ولكن احاديث المعاجز والكرامات كيف يمكن لنا ان نتقبلها وكلها خوارق وخارج النواميس ومن السهولة سرد سند حديث لمجموعة من الثقاة وتنسيبه الى الامام فكيف يمكن تضعيفه او رفضه .

والحالة التي انتبهت لها اثناء قراءتي لبعض هذه المعاجز خصوصا ما نسب للنبي وللامام علي عليهما السلام يكون المتحدث طرف ثالث وليس من حدثت له المعجزة وذلك لاحد امرين ان المعجزة ليست طريق المعرفة ولهذا لا يفتخر بها النبي والامام لان حدوثها وقتي لحالة معينة لاثبات امر ما ، واما انها كاذبة فمثلا عندما يقول روى فلان ان النبي محمد (ص) خرج مع الامام علي (ع) في الصحراء وبعث الله عز وجل له فرس كذا وكذا ، وهنا نسال ان كانا لوحدهما فمن اين علم الراوي ؟ طبعا وهكذا كثير من الروايات .

وقد اجاد المؤلف جورج طرابيشي في كتابه سبات العقل الاسلامي بخصوص هذه المعاجز وقد ذكر احصائية لعدد روايات المعاجز وفترة انتشارها ولكل المسلمين اي ليست حصرا بالشيعة واكد ان هذه الروايات هي التي اثرت على عقول المسلمين .

نعم هذه الروايات هي من اغلقت عقول المسلمين فكيف اقنع المتلقي او غير المسلم برد الشمس او الطائر المشوي وهو يجهل او ينكر الامام علي عليه السلام ؟

هذه الروايات اصبحت محل انتقاد وانتقاص للتراث الاسلامي ، ولو تتبعنا الفترة الزمنية التي انتشرت هذه الروايات فيها سنجدها في فترة الخلافة الاموية وما بعدها لان الكتب التي الفت في القرن الاول تقريبا لم تجد هذا الكم من الروايات ، والامر الاخر ان وضع مثل هذه الروايات وتنسيبيها في اكثر الاحيان للامام الصادق عليه السلام لان فترة الامام الصادق كانت فترة ازدهار الحديث الامامي من حيث نقل الحديث ورجال الحديث ونرى ان بسبب التراث الكلامي الكبير للامام الصادق عليه السلام لا نجد ذلك الكم من روايات المعاجز التي حصلت له اي للامام الصادق عليه السلام .

وجاء دور الاحلام لياخذ مجالا واسعا لاسيما ما يخص الامام المهدي عليه السلام وهنا من يستطيع ان يكذب المحدث الذي يدعي انه راى الامام لاسيما هنالك احاديث تروي كيفية اللقاء .

وهنا لناخذ الامر ببساطته طالما ان الله خص النبي والائمة عليهم السلام بهذه المعاجز كما تقولون فهل خصها لشخصهم ام لعلمهم ؟ ان قلتم لشخصهم فهذا اوهن من بيت العنكبوت والشخص لا يمتاز الا بامتياز والامتياز هو العلم الذي القي على عاتقهم لكي يوصلوه لعباده ، وعليه ان كنت تؤمن برسالة النبي والاوصياء فما حاجتك بروايات المعاجز التي بعضها ان لم يكن اغلبها موضوعة .

المعصوم بما لديه من تراث ينهض بالامة البشرية الى يوم الدين لا يحتاج لروايات المعاجز بل يحتاج لنشر علومه التي انعم الله عز وجل بها عليه عن طريق النبي محمد صلى الله عليه واله .

أحدث المقالات