29 ديسمبر، 2024 3:16 ص

وضع عراقيل لاستلام بطاقة الناخب .. لخدمة من ؟

وضع عراقيل لاستلام بطاقة الناخب .. لخدمة من ؟

لمصلحة من وضع العراقيل أمام الناخب عند استلامه بطاقته الغبية الانتخابية ؟؟ هل لمصلحة العملية الانتخابية أم لمصلحة الشعب أم لمصلحة جهات متنفذة في صنع القرار ؟؟  أسئلة تدور في ألأوساط الشعبية و السياسية و لم نسمع أو نطلع على جواب شاف لا من المفوضية ولا من أي جهة رسمية و نحن في وسط الجو الخانق الذي يعيشه شعب العراق و عزوف المواطن العراقي عن  مشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة  لأسباب كثيرة و منها عدم ثقته بنزاهتها حيث انها  و بسبب الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة و الكيانات السياسية المشاركة فيها .

يعتقد المواطن أن ما سيتمخض عن هذه الانتخابات لا يختلف عن  سابقتها , و نتيجتها فوز جيش آخر من الفاسدين و الذين يعملون على  زيادة ثرواتهم ولا يهمهم من أنتخبهم ..

و في وسط هذه الأجواء وضعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بطاقة الناخب الذكية لغرض الحد من التزوير و مصادرة حق الناخب في اختيار مرشحه الذي يتوسم فيه خيرا لهذا البلد , و بالرغم من كل ما قيل و قالوا عنها فأن عدد كبيرا من أبناء شعبنا اعتقدوا أنها أفضل من لا شيء و قرروا المشاركة في هذه الانتخابات  .. و لإرغام المواطن على استلام بطاقته قررت الحكومة العراقية أضافتها الى مستمسكات الأربعة  الأخرى ( مستمسكات دخول الجنة  الأربعة)  و اعتبارها وثيقة رسميه وهو أجراء قسري يخالف مبادئ الديمقراطية  التي تتمترس خلفها العملية السياسية مما جعل نسبة كبيرة من أبناء شعبنا تتوجه الى  مراكز المفوضية لاستلامها بغض النظر عن  نيته المشاركة بالانتخاب أو عدمه ..

إضافة الى ذلك فقد وضعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إجراءات مشددة لاستلامها و منها ضرورة جلب كافة بطاقات الأحوال المدنية للعائلة الواحدة مع البطاقة التموينية و يجب أن يستلمها رب العائلة حصرا و هذا الأجراء يسبب إشكالات كثيرة حيث أن بطاقة الأحوال المدنية لا تتوفر جميعها أحيانا عند صاحب العائلة بسبب الدوام الرسمي لعدد من أفراد هذه العائلة أو بسبب السكن المختلف أو بسبب أشياء أخرى حسب الظرف في وقت لا يستطيع أي مواطن أن يسير في الشارع إلا وهو حامل لبطاقة الأحوال المدنية ولا تعتمد مراكز التوزيع على الأسماء الواردة في البطاقة التموينية .. ولا يسمح للأخ أن يستلم  البطاقات   الخاصة بعائلة أخيه .

 بالإضافة الى ذلك فأن المواطن و في بعض مراكز التوزيع يبقى ينتظر ساعات طويلة في الطوابير و قد يكون لأكثر من يوم ..  تعب و جهد و تعطيل مصالح يبذلها المواطن العراقي لا لشيء إلا لينتخب شلة سارقة فاسدة بسببها  و بسبب أعمالها يفقد شعبنا يوميا أرواح  كثيرة من أبنائه ضحية لتفجيرات و عمليات اغتيال و اعتقالات و قصفا بالطائرات و المدفعية و الصواريخ .. نسبة كبيرة من شهداء شعبنا يفقد حياته بسلاح الدولة و مليشياتها  و جيشها و عصابات الإرهاب المختلفة  ومنها القاعدة  ..

و بسبب هذه الإجراءات و فقدان الأمن و الاضطهاد  فأن المواطن كفر بالحكومة و العملية السياسية و لعبتها الانتخابية ,  و قرر الكثيرون بأنه سوف لن و لم يستلم بطاقته الانتخابية و إن أستلمها فأنه سوف لا يعيد الكره لانتخاب القتلة  و الفاسدين .

و لتلافي موضوع قطيعة المواطن  عن المشاركة في الانتخابات .. على المفوضية اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة  تأخر توزيع  بطاقاتها و عدم تحميل المواطن أكثر من طاقته و خاصة أنه يعيش حالة حنق و غليان على كل ما أفرزته الانتخابات الماضية ..  و من هذه الإجراءات نقترح  زيادة منافذ التوزيع و تسهيل عملية استلام البطاقة بدون تعقيد و يكون أساس استلامها هو  البطاقة التموينية و تسلم لأي فرد من أفرادها و إلا  سيعتقد أبناء شعبنا أن ما يدور الآن حول استغلال هذه البطاقات من قبل أشخاص و كيانات  صحيحا و نتيجتها خسارة كبيرة لهذا البلد المنكوب في كل شيء .