بينما ينتظر اشقاؤنا المغاربة الافطار على موائدهم العامرة وسط اجواء عائلية جميلة مفعمة بالحب والاخوة والايمان على شوربة الحريرة”و أطباق “السفوف و”الخليع” الفاسي و”المسمن” و”الرغايف” و”البغرير” و”البطبوط”، وينتظر المصريون الكشري والفول المدمس وعصير قمر الدين بعد يوم صيام قائظ ، واللبنانيون ﻷطباق الفتوش والحمص بطحينة وعصير الجلاب والتمر الهندي والعرق السوس، ويهيم المعتمرون شوقا بأداء مناسكهم من طواف وسعي بين الصفا والمروة وتضلع بماء زمزم وحلق وتقصير ودعاء وابتهال في عمرة رمضان التي تعدل حجة مع النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الشريف ، وكذلك بقية شعوب الارض كلها قبل الذهاب الى صلاة التراويح ومن ثم الى الاسواق او المقاهي او المولات وتبادل الزيارات العائلية استعدادا ليوم صيام جديد ، يعيش العراقيون وضعا مختلفا بالمرة منذ 14 عاما ، اذ ان التفجيرات الدامية التي تحدث في رمضان عادة تفسد عليهم صيامهم وعيد فطرهم ليقضوا رمضانهم في خيام عزاء تنصب ها هنا وهناك وصبيحة عيدهم في المقابر بدلا من مدن الالعاب والمتنزهات ومنازل الاهل والاحبة كسائر خلقه تعالى ، العام الحالي 2017 لم يكن مختلفا عن 2003 وماتلاه من سنين تقطر دما ، فقد افسد انفجار اجرامي في الكرادة واخر في الصالحية وسط العاصمة بغداد ذهب من جرائهما العشرات بين شهيد وجريح فرحتهم وخطف ابتسامتهم ، وبقدر ما آلمني التفجيران والخسائر المادية والبشرية الهائلة الناجمة عنهما ، آلمني اكثر تلك التحليلات المرتبكة التي اعقبتهما حتى ان ان احدهم اشار الى ان عجلة مرطبات ” الفقمة” المفخخة جاءت من مدينة القائم على الحدود السورية ، يقودها انتحاري ودليلها نازح، اﻻ اذا كان يريد ان يلمح بأنها ادخلت ضمن موكب رسمي غير خاضع للتفتيش حتى في سيطرة الصقور التي اجتازتها بكل انسيابية وشفافية ، على حد وصفه ، اذ ﻻ اعلم سوى ذلك كيف اجتازت هذه المفخخة مئات الكيلومترات وعشرات السيطرات والصبات الكونكريتية ومنظومات الـ K9 وعربات السونار ، وأجهزة كشف المتفجرات اليدوية المحمولة ، ونقاط التفتيش ، ومنظومة كاميرات بغداد المركزية ” عن اكذوبة صقر بغداد لن أسأل ” ولماذا لم يترك التفجير خلفه حفرة كبيرة كما جرت العادة بحسب المعلن رسميا ، ولماذا تم تنظيف المكان بعد دقائق من الحادث الاليم قبل ان يأخذ خبراء المتفجرات وقتهم الكافي لمتابعة بقاياه ومعرفة نوع المواد المستخدمة فيه ومصادرها وطبيعتها ، مع ان شوارع بغداد من اقصاها الى اقصاها تغص بجبال من النفايات من دون ان يرفعها وينظفها احد ،واذا كانت مفخخة الكرادة قدمت من القائم بقيادة الانتحاري – ابو طقطق الطقطاقي – وﻻ اظنه يحمل اجازة مرورية وﻻ سنوية حقيقية ، فمن اين اتت مفخخة الصالحية لتروع وتقتل وتصيب عشرات المدنيين الابرياء من المتقاعدين قرب دائرتهم الرئيسة ولتغص مستشفيات العاصمة – بعد بيتي شلون مستشفيات ، عليها العين جلكه – بالجرحى والحرقى منهم ؟؟؟!!!
وتبقى الحقيقة المؤلمة هي ان العراقيين يقتلون يوميا وﻻ عزاء لهم ، فيما تحال ملفات التحقيق على التقاعد لتنام الى جانب اخواتها السابقات من دون كشف الجناة وﻻ الجهات المقصرة او المتواطئة ، فهل كشفنا ملابسات سقوط الموصل والانبار وصلاح الدين ، وانفجار الكرادة السابق حتى اﻻن وخسائرها اﻻف مؤلفة مادية وبشرية ، لنعرف ملابسات تفجيرات اليوم في الصالحية والكرادة خارج ؟ !اودعناكم اغاتي