23 ديسمبر، 2024 2:02 م

وصمة عار من الموصل الى بنغازي

وصمة عار من الموصل الى بنغازي

جوهر مشكلة الشعوب العربية والإسلامية؛ لا تكمن بالقاعدة وداعش أو بوكوحرام، ومسميات تنطلق حسب طبيعة المناطق بأسم الدين والعقيدة، بعدما كانوا بيئة مناسبة لنمو الفكر التكفيري المنحرف، ووجدوا له أجواء تحمي أوساط ملوثة، وهي تحيط للدخول الى دولهم؛ الواحدة تلو الآخرى؟!
إلتبس الأمر على العالم بتغاظيهم عن الجرائم الوحشية، ولم يكن بالحسبان عواقب تمتد آثارها الى سنن الأمم، وتخلق مشاعر العداء والكراهية والجريمة.
إعتقد كثير من العرب والمسلمون؛ أن داعش جاءت لمقاتلة الشيعة، وفق أيدلوجياتها وشعاراتها، وأن حدودها في العراق وسوريا، بالإعتماد على قراءة سطحية للأحداث، ودفعها إعلامياً ولوجيستياً، تجنباً لرياح التغيير, التي تطيح برؤوس الأنظمة.
تحول التفكير المنحرف الى ثقافة تنتشر وتنمو؛ لضياع الأمم والشعوب، ولم تقتصر أفعالها على إجتهادات في طيات كتب التاريخ، وترجمة دعاة القتل والتشدد، وبذلك تقسم المسلمون الى؛ خندق مغرر بهم، وآخر من المدافعين عن كرامتهم وأوطانهم.
الإرهاب وداعش ليست حالة جغرافية، ولا توجد له ضوابط ولا يتعرف بحدود إنسانية ودولية، ولا يمكن لدولة أن تنئى بنفسها؛ في مسألة وقت تخطط لها العصابات الإجرامية، فمرة يظهرة في سيناء، أو يُعدم الأقباط المصريين في ليبيا، ومن ثم السيطرة على مدينة سرت الليبية؛ للزحف الى بنغازي، وما يزال يتنامى بسرعة، ويغذيه فتاوى منحرفة تبرر جرائمه.
قتلت داعش كثيراً من الشيعة، وبقية الأديان في العراق، وسوف تقتل أضعاف من السنة وسينتشر كالسرطان؛ إذا لم يتم إستئصاله فكرياً، ومعرفة النوايا والصراعات الدولية، التي تهدف لإشغال العرب والمسلمين ببعضهم، ويصبح نفطهم ثمن لسلاح يتقاتلون به؟!
يحتاج العراق الى رجال حكمة؛ قادرون على إطفاء الحرائق، وتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والوطنية، ومعرفة عدوهم الحقيقي، لا أن يثور أحدهم لجريمة هنا، وينسى آلاف ذبحوا، ولا يحرك ساكناً، ويصمت عن حرق المئات في ناحية البغدادي، وما تم تحريره يعود لفتوى تريد الحفاظ على دماء العراقيين أجمعهم، وبذلك حقق الحشد الشعبي وقوى الأمن العراقية والعشائر المنتفضة والبيشمركة، إنتصارات في المناطق المختلطة فقط.
تحتاج مناطق غرب العراق الى صحوة ساستها، وتكاتف أهلها، وإلاّ ستطال النار أجساد العزل، ويتحمل دمائهم ساسة من مختلف الطوائف يتغذون على الفتنة.
لا يمكن الإنتصار على الإرهاب بالقوة والسلاح فقط، وأن المعركة تحتاج الى المواجهة الفكرية والثقافية والمجتمعية، وقد بات العدو واضح ولا يستهدف الشيعة وحدهم، وعلى العرب أن يوحدوا جهودهم؛ لأن داعش وصمة عار في جبين أمة، سمحت لفكر منحرف بإصدار أفكاره المسمومة في جسدها، وولدت القاعدة وداعش وبوكوحرام، والقادم سيكون أشد جريمة؟! ولا يمكن تطهير منطقة من داعش، دون وجود أهلها في الصف الأول.