20 ديسمبر، 2024 9:01 ص

وصفة طبية لعملية سياسية

وصفة طبية لعملية سياسية

قبل نهاية القرن العشرين تحدثوا كثيرا عن القرن الواحد والعشرين والذي سيكون قرنا أمريكيا بلا منازع , وليس غريبا فالأساطيل الأمريكية والبوراج الحربية والطائرات المسيرة وغير المسيرة والأقمار الصناعية تتجسس حتى على المتبولين في حماماتهم والنائمين مع نسائهم , لكن كل هذا لا يعدم زرع العيون والآذان في دول لا تقوى أن تقول لا حتى مع نفسها. وضمن التخطيط للقر ن الجديد تطلب الأمر تكوين مجاميع لإشعال نار الحرب بين مكونات الشعوب قوميا أو اثنيا أو حتى طبقيا إستنفاذا لقدراتها المستقبلية كي يجعلون منها تابعا لهم بإشارة مع الإحتقار , ولعل
 الذي حصل بالمنظومة الإشتراكية أو بالمنطقة العربية وبعض بقاع العالم هو جزء من المخطط أو قل هو التمهيد والإعلان الأولي للتحولات المستقبلية . ومن ضمن هذا الزرع أيضا خلق خلايا إرهابية وجعلها تحت السيطرة لحين الحاجة . وفعلا عندما أرادوا إسقاط النظام العراقي إفتعلوا الألسلحة الممنوعة ودعم القاعدة . وفي سوريا حركوا خلايا تحت مسميات شتى كذلك في ليبيا وتونس ومصر . غير أن رحمة رب العالمين وقفت مع أرض الكنانة لتدرء خطر الإخوان والذين هم من الحواضن المهمة للإرهاب المسيس وللحركات المتأسلمة وكما نرى الآن في سيناء وبعض مناطق الصعيد
 المصري لقوات بيت المقدس والتي هي الوجه الآخر للإخوان وحركتهم العدوانية .
إن حصول إنفلات مدبر في مكان ما لا يمنع قيام آخرين بأدوار خارج التخطيط المبرمج قد يكون بالضد أو يندمج مع التوجه لإسباب مقصودة عندما يقارن بين ما يمنح له وما هو عليه فيختار الأكثر دسما وزيتا , حتى لتجده بعد برهة ذا شأن مستفيدا من الفوضى العامة التي سموها الفوضى الخلاقة أو كما سمتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التحرك الناعم من الداخل . وما النار المتقده في سوريا وليبيا واليمن إلا نارا خلاقة هي الأخرى !.
فالقاعدة هي الأم الإولى والحاضنة الأصل لكل الحركات الإرهابية ولإن المؤسسين تركوا لأزلامهم الصغار في الخليج التعامل معها إنهال المال والسلاح والجاه وفتحت المكاتب والدوائر بعدد من الدول تحت مسميات شتى بشكل وبإخر , حتى إذا وجدت نفسها ذات تمكن تمردت على أسيادها غير أن هذا التمرد قاد إلى سلسلة تمردات فإنبثق تنظيم جبهة النصرة وسرعان ما إنسلخ منها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسمى مختصرا تنظيم داعش , وتشكلت مسميات أخرى تبعا للجاه والمال والبحث عن الشهرة وكلها تقاتل بالمال العربي والخبرة التركية والسلاح الأمريكي
 وهكذا حصلت الفوضى ولكن غير الخلاقة لمن أرادها ان تكون هكذا إختلاقا الان وبعد وصول داعش للعراق وتهدديدهم لإقليم كردستان وربما بغداد وعمان ومن يدري قد تتمدد نحو الخليج كان لا بد أن تتحرك دول الحماية للحد من هذا الوليد العاق لأن الكثير من شبابهم أغوته اللعبة .
ولكن هل فعلا داعش تستوجب كل هذا الحراك الدولي إبتداء من مجلس الأمن و حلف الناتو إلى تصريحات الرؤساء الغربين ثم وزراء الخارجية العرب هذا في العلن أما تحت الغطاء الله اعلم ؟.
وهل فعلا كانت هذه الدول غير عارفة بتطور هذه التنظيمات ونموها وزحفها وتمددها ؟.
إذا كان الجواب كلا فأي قرن أمريكي ينشدون إذن. وإذا كان نعم فهل يستوجب كل هذا الحشد والحركة التي غطت على أحداث العالم . وكأن داعش عملاق يفوق التصور ؟
لعل الحشد هو أحد إمدادات القوة لداعش وشعورها بالنصر والتفوق وتشجيع العديد من الشباب للإلتحاق بها والسؤال : هل الهدف هو قتل هذا المسخ كليا أم إجراء تقليم للأظافر حتى يعود إلى رشده ؟.
في الحالتين وصول داعش للعراق جاء بغطاء محلي كرد فعل لسياسة المالكي والذين تعاونوا بمجيئه قادرين على إرجاعه وربما إنهائه والحوار معهم ضرورة , ولقطع الطريق عليه من العودة ثانية يجب تعقبه بالأرض السورية كي لا تظل له بؤر نائمة . وهنا لا يوجد أفضل من قطر لهذه المهمة فهذه الدويلة تشكو من عقدة المساحة والسكان فسبحت عكس التيار العربي ليس بإرادتها وإنما جزء من البذار الأول وعليها الآن أن توقف دعمها وتبنيها للميلشيات بالأرض السورية فيوم كانت هذه التنظيمات لا تملك قوة يومها كانت الواردات القطرية تذهب بسخاء لهم وضباط قطريون يرسمون
 لهم أدوار اللعبة حتى باتت الدوحة الراعي الأول والأكبر للإرهاب وتكوينه ومع هذا لا بد من تنسيق سوري رسمي لأن السوريين عرفوا اللعبة تماما ولا ضير في ذلك فالتعامل مع دولة أفضل بكثير من تعامل مع تشكيلات حتى وإن كانت معادية لداعش , لأن هذه التنظيمات بمجرد قلع أظافر داعش تتسلم زمام التمرد بأكثر من داعش وتحسب لنفسها القرن الواحد والعشرين . مع بقاء التعقب بالطيران وإتخاذ إجراءات شديدة مع الدول والأشخاص الذين يتعاملون مع هذه العصابات خاصة في توريد المواد وشراء النفط وغيره . والمهم التوقف عن إستنساخ المليشيات فإذا نجح مع النعجة دولي لا
 ينحج مع البغل أو الحصان .

أحدث المقالات

أحدث المقالات