18 ديسمبر، 2024 4:54 م

وصفة النوم السحرية في المؤتمرات الجماهيرية !!

وصفة النوم السحرية في المؤتمرات الجماهيرية !!

شكا لي احد الاخوة اﻷعزاء من أرق ليلي يعانيه منذ مدة وكيف انه إستعمل كل الوسائل لغرض النوم المريح فلم تفلح ، وشرح لي كيف أنه ذهب الى معظم الاطباء من دون جدوى ، فقلت له ” ﻻتقلق علاجك عندي !!”.
قال : شنو صرت عشاب ؟
قلت ﻻ !
قال : صيدلي ؟
ﻻﻻ
– مضمد ؟
ﻻﻻﻻﻻﻻ
ولكن علمتني التجارب و التجربة خير برهان ان افضل طريقة للنوم المريح الهادئ وبأول خمس دقائق هي الاستماع الى كلمة – معادة ترليون مرة – في حفل جماهيري عراقي يتحدث عن مشاريع وخطط – ططط – مستقبلية لمكافحة الفساد وعبور الطائفية وتجاوز المحاصصة وتحقيق المصالحة الوطنية بين المكونات واعادة الاعمار وتحقيق الرخاء وارساء دعائم الديمقراطية والحرية وانضاج – اللحمة – الوطنية يلقيها سياسي او مثقف او اكاديمي بورقة A4 على المنصة بأيقاع ونبرة صوتية واحدة ، بعد عطل المايكروفون 20 مرة وانقطاع الكهرباء اربع مرات وميلان اللافتة خمس مرات وتوقف جهاز التكييف ، ليبدأ – التهفي – بكراسات الندوة ومطبوعاتها ، ولتحقيق نوم مريح عليك اوﻻ : ان تتجنب الجلوس في مكان تلتقطه عدسات الكاميرا – الفيديو والفوتوغراف – واحرص على ان ﻻتجلس بجوار زميل ثرثار ﻷن فمه لن يتوقف عن التفوه بالكلام المستهلك وذاته اجتراره كما في كل مرة ، ثالثا : حاول ان ﻻتشخر قدر الامكان كي ﻻتزعج النائم الذي يرقد الى جانبك بسلام ، وﻻتنسى تسجيل اسمك في سجل المشاركين قبل الغفوة لضمان حصولك على سيت اقلام الندوة وشهادتها التقديرية ، اذ ان معظم الحضور وان كانوا – من الوجهاء -ورجال الاعمال قد حضروا لتسلم حصصها وهداياها – البلوشي – وتناول الكيك الشعبي والعصير الوطني ..وونوم العوافي من أجل الوطن !
وان سئلت بعد الاستيقاظ ” عن أي شيئ كانت الندوة تتحدث ؟! فأتلو على مسامعهم تفاصيل الندوة التي حضرتها قبل سبعة اعوام فهي ذاتها بضيوفها ومحاضريها ومحاورها بأستثناء مقرر الندوة وعريف الحفل ان لم يكونا نفسيهما بشحمهما ولحمهما ايضا ” ها شلون وصفة سحرية للنوم خارج الاطر التقليدية وﻻ اكبر حبة فاليوم بالعالم “.
وانوه الى أن ليس الرؤساء والامراء والملوك العرب وحدهم من ينام في القمم العربية وآخرها قمة البحر الميت حيث التقطت عدسات الكاميرا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وهو نائم أثناء إلقاء أمير دولة قطر كلمته أمام الحضور، في ذات الاثناء التي غادر فيها عبد الفتاح السيسي القاعة من دون استئذان وظهور الرئيس اليمني غافيا في القمة ، خلال إلقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية ، أحمد أبو الغيط، كلمته ، وكذلك رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي ، الذي ظهر نائما فيما كان أبو الغيط، يتحدث عن القضية الفلسطينية، …بل ان المثقفين العراقيين اكثر نوما خلال المؤتمرات والندوات وبالاخص قبل حضور – الطعام – اذ انه وفور حضوره ينشط احدهم من عقال وعينه على يد صاحبه وفمه طوال الوليمة خشية ان يتناول اكثر من حجمه الوطني واستحقاقه الانتخابي في طريق النضال من اجل – القوزي الثوري – والحصة التموينية ونااااام ياصديقي ناااام ، قبل وبعد تناول الطعام فما فاز في عراق النفط اﻻ النوم ! اودعناكم اغاتي