23 ديسمبر، 2024 1:07 م

وشَهِدَ شَاهد مِّنْ أمْنها؟

وشَهِدَ شَاهد مِّنْ أمْنها؟

قبل أن ندخل في صلب الموضوع، نود أن ننتقد الحزبين الكورديين في إقليم كوردستان، وهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني، اللذين تركا الحبل على الغارب لكل من هب ودب في بغداد والعواصم العربية والأوروبية، وتحديداً أولئك الذين يشوهون الحقائق الناصعة وذلك بسرد الأكاذيب والتلفيقات لتشويه اسم الشعب الكوردي وقياداته السياسية من أجل تحريض الشارع العراقي ضده وضد إقليمه الفتي. إن مثل هؤلاء… لا توجد لديهم قيم ومبادئ إنسانية حتى تردعهم لأن همهم الوحيد هو كم يرتفع رصيدهم المالي في البنوك أو في جيوبهم التي لا تمتلئ، ولا يهمهم أي شيء آخر. فلذا، يجب على الحزبين الكورديين أن يعرفا جيداً أن المعالجة الوحيدة لصدى هؤلاء أن يضربوا على أفواههم، وذلك من خلال الرد على أكاذيبهم وفضحهم أمام الشارع العراقي والكوردستاني كي لا يستمعوا إليهم. عزيزي القارئ الكريم،إن الخطأ في حزبينا الكورديين، أنهما لا يفسحان مجالاً أمام المثقف الكوردي المستقل – غير الحزبي- في وسائل إعلامهما المقروءة والمسموعة ومرئية حتى يلجم هؤلاء الذين يحاولون بشتى الوسائل وذلك كما أسلفت بسرد الأكاذيب لتشويه صورة الكورد وكوردستان عند المتلقي العربي.
عزيزي المتابع، قبل عدة أيام استضاف الصحفي الاستقصائي الدكتور حميد عبد الله في برنامجه ” شهادات خاصة” رجلاً من رجالات الأمن في عهد حكم حزب البعث العروبي الدموي، لقد قال ضيفه في إحدى حلقات البرنامج: لقد جرى تعريب قريتين الكورديتين في “آلتون كبري” و”كفري” وذلك بطرد الكورد منها وجلب العرب إليها من جنوب العراق وتحديداً من عشيرة شمر طوگة وغيرها. إلى هنا كلامه صحيح ليس فيه شائبة لأن عمليات التعريب بدأها نظام البعث العروبي منذ الأيام الأولى لاستلام الحزب زمام السلطة في العراق. لكن، الغير صحيح في كلام ضيف حميد عبد الله أنه زعم: إن مقاتلي الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة (جلال طالباني) قاموا بقتل جميع النساء والأطفال في القريتين، لأن الرجال كانوا قد ذهبوا إلى مدينة كركوك لتمشية بعض الأمور اليومية. طبعاً كالعادة لم يصدر الاتحاد الوطني الكوردستاني بياناً أو توضيح يرد به على ادعاءات هذا الرجل الأمني المسؤول. لقد زعم الضيف أيضاً: هناك تسجيلات لهذه الجريمة. لكن أين هذه التسجيلات! لا وجود لها إلا في مخيلة الضيف…؟؟!!. لم يظهر مثل هذه التسجيلات المزعومة حتى بعد تحرير العراق وسقوط نظام حزب البعث العروبي؟؟. دعك من هذا، لماذا لم يتكلم بها علي كيماوي نفسه في المحكمة وهي نقطة لصالحه؟ لماذا لم يتكلم بها سلطان هاشم في المحكمة وهو قائد عمليات الأنفال سيئة الصيت؟، كما أسلفت إنها نقطة لصالحه؟؟. لماذا لم يتكلم بها طاهر جليل حبوش في مذكراته التي نشرها بعد سقوط نظام حزب البعث وكان في ذلك التاريخ مدير مكتب علي كيماوي الذي سمي برئيس جمهورية الشمال؟؟. لماذا لم يذكرها معاون رئيس أركان الجيش نزار الخزرجي في مذكراته التي كتبها ونشرها بعد سقوط نظام حزب البعث؟ لماذا لم يذكرها الخزرجي في لقاءاته التلفزيونية؟؟. ثم أضاف الضيف الذي كان برتبة رائد في جهاز الأمن العراقي: إن نظام حزب البعث انتقاماً لهؤلاء الذين قتلوا في القريتين قام بقتل المؤنفلين في صحارى جنوب وغرب العراق. وهذا أيضاً غير صحيح يا سيد الرائد في مديرية الأمن العامة، أتعرف لماذا، لأنك قلت أن جريمة قتل العرب في القريتين حدثت عام 1988 بينما نظام البعث قام بقتل آلاف من شباب الكورد الفيلية الذي هجر عوائلهم إلى إيران عام 1983 وفي هذا العام أيضا – 1983- قام بقتل ثمانية آلاف من عشيرة بارزان، هل رأيت كيف فضحنا أمرك أمام العراقيين والكوردستانيين؟؟. ثم، أن تسمية العمليات باسم الأنفال تبين أن ما تزعمه غير صحيح لأن الأنفال قيل في غزوة بدر لقتل الكفار؟؟ وأخذ أموالهم وسبي نسائهم، وهل الكورد كفار حتى العمليات تسمى بهذا الاسم؟؟؟. الشيء الآخر،أن نفوس الكورد في بغداد العاصمة جاوزت المليون وهم منتشرون في كل زاوية من زوايا بغداد لو أمر أي من الحزبين أعضائهم في بغداد باستهداف المؤسسات الحكومية ومسؤولي البعث لجعلوها خرابا مثلما فعل تنظيمي داعش والقاعدة العربية خلال الأعوام الماضية أو ما تفعلها الميلشيات العربية اليوم، لكن الكورد شعب عريق وصاحب حضارة ولا توجد في قاموسه مثل هذه الأعمال الإجرامية وغير إنسانية. إلا أن التاريخ يذكر لنا قديماً وحديثاً أن مثل هذه الأعمال العنيفة لا يقوم بها إلا أفراداً وجماعات من شعب المحاور والضيف؟؟. وفي سياق الحلقة الثالثة يقول السيد الرائد: في كلمة ألقها علينا علي حسن المجيد قال – هذه الكلمة قبل الجريمة المزعومة التي زعم أن الاتحاد نفذها في القريتين-: راح تبدأ عمليات تنظيف الشمال؟ – أليس هذا مثل عمليات تنظيف السجون التي قام بها عدي وقصي وخلالها تم قتل الآلاف من المساجين بدم بارد؟- على أية حال. يستمر الرائد في سرده قائلاً: فلذا طلب تهيئة معسكر خالد في كركوك ومعسكر ثاني في دبس – دبس اسم معرب لـ”دوبز= Dubz” الكوردية الذي يعني نعجتان- ثم يسأله الدكتور حميد عبد الله ما هي تهمة هؤلاء الكورد الذين أنفلوا- عزيزي كاكه حميد دعني أنا محمد مندلاوي أقول لك ما تهمتهم أن تهمتهم الوحيدة لأهم كورد فقط لا غير-. وعن عمليات التعريب يسأله المحاور الدكتور حميد عبد الله: هل هي فعلاً القصد التعريب – عجبي، صحفي استقصائي ولا يعرف ماذا جرى للكورد وكوردستان في زمن المقبور صدام حسين، أنا مدينتي مندلي تعربت بالكامل مع قراها عام 1975 – ويرد عليه الضيف: نعم فعلاً التعريب. يسأله حميد: تغيير ديموغرافي. يريد الضيف: طبعاً تغيير ديموغرافي لقد عربوا المنطقة حتى الوصول إلى قرى قرب أربيل. يقول الضيف: عربوا المنطقة من الطرف الثاني من آلتون كوبري إلى حدود أربيل، عربوا كل المنطقة. يسأله حميد عبد الله: هل في كركوك طبقتم سياسة التعريب. يرد الضيف الرائد في جهاز الأمن الذي كان موجوداً أبان عمليات الأنفال مع أفراد الجيش والمخابرات المجرمة: نعم هي عبارة عن عملية تعريب، ويضيف: التعريب كان في مديرية التسجيل العقاري أيضاً، حيث لا يسمح للتركماني أن يشتري من العربي. بينما العربي يستطيع أن يشتري من الكوردي ومن التركماني. والتركماني مسموح له أن يشتري من الكوردي ومن التركماني، والكوردي غير مسموح له أن يشتري لا من العربي ولا من التركماني، ويقول الضيف: واضح تعريب وتقليل نفوس محددة – الكورد هم المستهدفون-. يسأله الدكتور حميد عبد الله: يعني تقليل نفوس الأكراد وليس التركمان، التركمان ليس لديهم مشكلة. يرد الضيف: ما عدهم مشكلة لأن يسمح لهم.
عزيزي المتابع اللبيب، لأهمية الموضوع وبما أن الضيف المتحدث كان مساعد مدير الأمن في كركوك السليبة ومن ثم ضابط الشعبة الخامسة في كركوك يقول: في عام 1988 كان هناك مجازر ارتكبت بحق العراقيين بذات الأكراد ونفذت عمليات الأنفال وكانت في شقين هناك حلبجة وهناك الأنفال التي حصلت للعوائل المحتجزة في معسكر خالد في كركوك وفي معسكر دبس. ويقول الضيف: سأتكلم الحقيقة كما هي من زاوية محددة ما ستسمعه اليوم لم يسبق لك ما سمعته من قبل. أوامر من صدام حسين بدفن آلاف من عوائل الأكراد في مقابر جماعية. في ربيع عام 1988 صدرت أوامر من صدام حسين بتنظيف الشمال – جنوب كوردستان- من جميع المسلحين، لقد عقد اجتماع في لجنة شؤون الشمال ومقرها في كركوك كان على يسار مديرية الأمن تبعد عن مديرية الأمن كم متر فقط، مديرية أمن كركوك. عقد اجتماع حضرته أنا شخصياً في اللجنة التي برئاسة علي حسن المجيد وعضوية اللواء عبد الرحمن الشكرچي كان هو رئيس لجنة شؤون الشمال بعدما كان مدير أمن محافظات الشمالية. لجنة شؤون الشمال كانت تحت قيادة علي حسن المجيد، في هذا اللقاء تم قراءة توجيه القائد صدام حسين بالبدء بتحرير كامل المدن الكوردية والقضاء على كل أحزاب التمرد في الشمال. تم تشكيل لجنة من ضباط من الأمن والمخابرات والاستخبارات على أن تتواجد هذه اللجنة مع مساعديهم في معسكر دبس ومعسكر خالد اللذين خصصا لجلب هذه العوائل والأشخاص الذين يقبض عليهم في مناطق الحزام الأمان الذي يبدأ في السليمانية وينتهي في دهوك – غير صحيح وجرميان (گەرمیان) أيضاً كانت ضمن المنطقة المشمولة بالأنفال- كانت الأوامر أن يجري تنظيم أضابير لهم وإطعامهم ومبيتهم وتحقيق هوياتهم وتحديد أعمارهم. لقد بدأت العمليات وبُلغ الجيش والشرطة بالقبض على الأشخاص المتواجدين أو المستطرقين، كل من يمر حتى على الشارع العام يقبض عليه ويجلب إلى مسكرات الحجز وإلقاء القبض على كل من يتواجد في أراضي الحزام الأمني. وشكلت لجان ثلاثية من ضباط أمن ومخابرات واستخبارات لاستقبال المعتقلين وتسمية معسكري دبس وخالد في كركوك لاستقبال المعتقلين والمحتجزين. ويستمر في حديثه: لقد وردتنا أخبار في حينها أن قوات الخاصة جماعة بارق – عليه لعنة 40 مليون كوردي- قاموا برمي كل مسلح يقبضون عليه في المنطقة يرمونه من السمتيات – من الهليكوبترات- إرهاباً للمسلحين أو كل من يفكر بحمل السلاح ضد النظام. بدأت الاحتجازات طبعاً كلها عوائل وفيها شباب حتى مستطرقين وسابلة في مناطق الحزام الأمني. ويضيف: حتى في حينه بسبب كثرة العوائل وجدت بالصدفة نساء حوامل ولدن في المعسكر في هذا الأثناء ونحن نحتجز آلاف العوائل كانت هناك مناطق تعريب قريبة من مناطق النفط كانت في “آلتون كوبري” ويتحدث عن ما قلناه في مقدمة المقال عن العرب الذين يزعم تم قتلهم. ويقول: السبب هو جريمة التعريب حيث أنك تأتي وتطرد الناس من بيوتها ومن سكناها وتأتي بالعرب وتسكنهم في قراهم ماذا سيحدث؟. الذي أقوله أنا كاتب المقال: هل اعتبر العرب الذين استقدمهم النظام العفن وعادوا إلى ديارهم بعد التحرير؟؟ أم لا زالوا في تلك البيوت والقرى التي سلبت من الكورد عنوة؟؟ بلا شك لا زالوا فيها ولم يعودوا إلى صحاريهم، والآن حكومة بغداد الشيعية هي الأخرى تسير على خطى حزب البعث و تقوم بدعمهم أيضاً، يا ترى أين هذا العمل الجبان الخسيس من دين وخلق وإنسانية، حقاً أنكم أشباه بشر. عزيزي القارئ، يظهر أن الرائد المتحدث لا زال يعشعش في داخله أخلاق وثقافة البعث العروبي، فلذا يسمي ثوار الكورد الذين يدافعون عن العِرض والأرض بالمخربين!! ثم يحدد عدد المؤنفلين الذين دفنوا أحياءاً في صحارى جنوب وغرب العراق بـ 15000 ألف ويزعم أن الأحزاب الكوردية تقدرهم بـ182000 ويزعم:هذا غير صحيح؟؟؟!!!. ويضيف: لقد شهدت في معسكر خالد أطفال ولدوا في المعسكر فقط لأيام وسيق بهم إلى المقابر الجماعية. يا رائد الأمن لقد حدث معي ذات الشيء في مديرية الأمن العامة عام 1980 لقد حققوا معي لا أعلم ماذا نسوا ثم جاءوا إلى القاعة التي اعتقلنا فيها نادوني أنا وابن عمي وقال شرطي الأمن الذي كان يحمل رشاشاً بيده للضابط: سيدي أشطبهم من الدفتر. لكن الضابط قال له لا تحقيق بسيط ويعودان. هذه هي حقيقة النظام العروبي النتن. ويقول رائد الأمن: شيء مروع، في يوم بائس جاء تبليغ من حبوش – بالله عليك عزيزي القارئ هذه أسماء بشر حبوش، بارق، عيادة- إلى العميد عبد الرحمن الشكرچي البدء بتوزيع العوائل المحتجزة إلى المحافظات الأخرى وبدأت سيارات خاصة بنقل الموقوفين أو المحتجزين إلى المحافظات التي فيها صحارى والحجة أن هؤلاء يجري نقلهم إلى نقرة السلمان في صحراء الناصرية – نقرة السلمان في صحراء السماوة وليست ناصرية-. وهي لا تدري أين يذهب بهم ولا إلى أين يساقون لقد ذهبوا بهم إلى إلى صحارى تُحفر لهم أخاديد في الأرض كي يدفنوا قتلاً جماعياً متعسفاً وترمى أطفالهم في الحفر وتردم شيء… ويستمر القتل أيام وأسابيع ومن ثم جاء الأمر بالتوقف عن القتل الجماعي. وفي النهاية عرض صوت علي كيماوي وهو يأمر بدفنهم أحياء. ويختم الضيف رائد الأمن: هذه هي حقيقة هؤلاء يجب أن يعرف كل من يطبل لهؤلاء ولصدام ونظامه، أقول لمن بقي لديه غيرة ودين أن يغادر هذا المستنقع كفى التباهي بهذا المجرم – صدام حسين- لقد دخلنا عبادان ونهبناها، ودخلنا الكويت ونهبناها، و- نهبتم كوردستان- ويضيف ودخلنا الكويت ونهبناها وأخيراً نهبنا عام 2003 أنفسنا.
إن هذه الأعمال الإجرامية البشعة لا تقوم بها إلا أبناء الدهاليز. حقيقة لا أدري، إذا صحا ضميرك يا رائد الأمن لماذا لم تضع نفسك تحت تصرف المحكمة التي حاكمت رؤوس النظام العفن وتقول الحقيقة للشعبين العربي والكوردي؟؟.