18 ديسمبر، 2024 8:13 م

كان يامكان في ذلك الزمان، كانت لنا طقوس خاصة، ليوم الجمعة، اذ اعتاد ان يوشوش لنا المذياع بصوت رخيم، يقاتل للوصول لنا، رغم التشويش المتعمد لذلك الصوت.
كان صوت خافت ومتذبذب الا انه كان مرعب، للطاغي لانه صوت الحق، صوت الحرية والعلم والمعرفة، الذي مثل شرارة التغيير، التي كان يسعى ذلك الصوت البعيد، ان يزرعها بالنفوس ولو بعد حين، أنه صوت العلامة الشيخ “احمد الوائلي” رحمه الله  تلك الشخصية العملاقة التي اجتمع الجميع على تبجيلها، كونها شخصية ذو خطاب موضوعي، وسطي معتدل لامست عقول السواد الاعظم من الناس.
اصبح رمز للموضوعية في الطرح والتناول، لمختلف القضايا التي شكلت مثار جدل، تأريخي بين المسلمين، فهو من الاوائل الذين نبهوا الى وجود بوادر تطرف، واشار لتلك الجماعات الارهابية، وخطرها على الاسلام، كونها وجدت لتشويه صورة الاسلام للعالم.
ادرك الطاغي خطر مثل هكذا قامة ثقافية، دينية تنبذ الخنوع والخضوع، فحاول طمس هذا الصوت التحرري، بكل مااوتي من بطش وقوة، لكن هيهات ان يخرس صوت الحق والعلم، ها هو صوت العلامة باق، ويصدح وبنبرة اعلى وانقى، لانها نبرة الاعتدال الفكري.
كيف ﻷمة ان تنهض بين اﻷمم وهي تطارد وجوهها الفكرية؟ فلا يخفى ان سبب التأخر والتخلف، هي السياسات الخاطئة، المتلاحقة جعلت منا شعب محاصر بالتخلف، والجهل والجمود الفكري والثقافي، ومما زاد الوضع تعقيدآ، فشل الحكومات الحالية، بأستقطاب اصحاب العلم والمعرفةو الاختصاص.
كم وكم مثل عقلية الشيخ الوائلي، قد دفنت برمال الاهمال والتهميش، والاقصاء، صدق امير المؤمنين حين قال” اذا رأيت العلماء على ابواب الملوك فقل بئس الملوك وبئس العلماء، واذا رأيت الملوك على ابواب العلماء فقل نعم الملوك ونعم العلماء”.
ان العلم وأهله هم بناة الوطن وبهم الخلاص، ولكي نتجاوز اخطاء الماضي، ونمضي بخطى ثابتة للأمام، يجب التنقيب عن العقول النيرة، والكفاءات المبدعة، التي تأخذ على عاتقها ادارة الامور، والا فلا يمكن ان تستمر الفوضى الى ما لا نهاية!
وسط وشوشات الظلام، لاح بألافق بصيص أمل، أﻷ وهي فكرة مشروع يضم “النخبة من الشباب العراقي” تجمع يرفض الطائفية والمحاصصة والمحابات، فالعراق  لا ينهض ولايبنى الا بسواعد ابنائه، وها هم قامون بتجمع يضم النخبة منهم، انه تجمع الامل، امل العراق القادم.