23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

وشهد شاهد من اهلها

وشهد شاهد من اهلها

نسي القادة الامريكان امثال بوش الاب وبوش الابن وجونسون ونكسون وكلينتون واوباما وغيرهم مبادئ وشعارات مؤسسي الولايات المتحدة الامريكية والمعلنين لاستقلالها … نسوا كلام بنجامين فرانكلين يوم قال: (نحن الامريكيون اصدقاء البشرية جمعاء ولن نرى حربا اخرى وبرأيي انه ليس هناك حربا جيدة وسلاما رديئا …) نسي هؤلاء انه في يوم استقلال الولايات المتحدة انهم اعلنوا (ان البشر خلقوا متساوين) ، بل نسي القادة الجدد كلامهم يوم صرح بوش الابن ان من حق الشعوب مقاومة المحتل وهذا ما تنص عليه قوانين الامم المتحدة لكنه يحرم ذلك على العراقيين والفلسطينيين والافغان والشعوب المغلوبة على امرها هَجر هؤلاء القادة حتى انسانيتهم وانتمائهم الى العنصر البشري فهاهي الاوامر تصدر الى الجيش الامريكي ان ابيدوا الحرث والنسل وان احرقوا الاخضر واليابس، ان اقتلوا الاطفال والشيوخ ، ان اغتصبوا النساء امام ازواجهن ، ان اقتلوا الرضع امام ابائهم وامهاتهم كي تحصلوا على الاعترافات ، واي اعترافات من اناس ابرياء عزل لا  يملكون قوت يومهم فكيف يملكون اسلحة لمواجهة الجيش الامريكي صاحب احدث التقنيات الحربية وصاحب الاعمال الاجرامية الوحشية التي يخجل منها حتى الشيطان يامن عبرتم البحار والوديان والخلجان.    وهاهو شاهد اخر من جنودكم (وشهد شاهد من اهلها) يروي قصصا عن طيشكم وحقدكم على البشرية جمعاء وعن العراق بصورة خاصة لانه البلد الذي انار دربكم وعلمكم معنى الحضارة والانسانية علمكم كيف تمسكون الاقلام وعلمكم الابجدية وعلمكم كيف تزرعون و كيف تسقون وكيف توقدون نارا علمكم كيف تسنون القوانين وتسيرون اموركم لكنكم غدرتم به فشيمتكم الغدر والمكر ، انه الجندي الامريكي (جيسي ماكبث) الذي شعر بالحسرة والمرارة والندم على افعالكم وافعاله المشينة وهاهو بعد ان اصبح مقعدا يصرح في مقابلة تلفزيونية مع احد القنوات الامريكية :     انخرطت في صفوف الجيش الامريكي للدفاع عن وطني لا لاحتلال البلدان. انضممت الى الجيش الامريكي عليَّ اكون بطلا فاقاتل من يهدد بلدي من جنود وجيوش لكني لم اجد في العراق جيشا يقاتلني بل وجدت الاطفال والنساء حينها صدرت لنا الاوامر بابادتهم ، وزرع الرعب في قلوبهم ، ان ابيدوهم واحرقوا جثثهم ولا زالت رائحة الاجساد المحترقة تزكم انفاسي ، ان اهدموا البيوت على ساكنيها يومها اكتشفت اننا جئنا لذبح العراق لا لتحريره كما اخبرنا . ان اطلقوا النيران على الاسير والجريح وادخلوا المساجد وابيدوا المصلين فيها ان ارموا عرض الحائط كل الوثائق والاتفاقات وما اتفاقية جنيف الا شيئا من فضلات السياسة. كنا نكتب على جدران المساجد والبيوت (ايها العراقيون انكم غير امنين هنا وعليكم الرحيل ) فرحل من رحل ومن لم يرحل سحبناه من داره وامرناه بالركوع وقيدناه ثم اطلقنا عليه الرصاص امام اطفاله وزوجته ، انها مذابح وابادة لم تظهر على شاشات التلفاز ولم يعرضها العالم بل بقي صامتا اخرسا امام العاهرة الكبيرة امريكا امام سيدة الديمقراطية المزيفة امام اللصوص الذين ينهبون خيرات الشعوب في وضح النهار دون خجل او وجل لانهم انفردوا بالسيطرة على العالم وحولوا الامم المتحدة الى قفاز يرتدونه متى شاؤوا ويخلعونه متى ارادوا.    ثم يضيف جيسي ماكبث لقد اكتشفت انه لم يكن للعراق دورا في احداث الحادي عشر من ايلول . وهل يعلم الامريكيون وهل يعلم العالم بان المحاربين القدماء في حرب فيتنام وحرب الخليج وحرب العراق الاخيرة بانهم اناس معوقون مشردون يائسون قانطون جائعون وانهم بدون مأوى .اردت ان اخدم بلدي لا ان اخدم سادتي لقد غُرر بنا لقد خُدعنا . كان العراقيون العزل من اطفال وشيوخ ونساء يتوسلون بنا فلم ترق قلوبنا فابدناهم وكانت مجموعتي تقتل من 30 الى 40 عراقي يوميا اما انا فقد قتلت اكثر من 200 عراقي برئ وانا نادم على ذلك لانهم لم يحملوا سلاحا بوجهي ولم يهددون وكانوا اناسا بسطاء ابرياء عزل لا حول ولا قوة لهم ولا شان لهم بالسياسة والسياسيين .    انها اعترافات جيسي ماكبث احد الجنود الامريكان والتي ينكرها بعض الساسة العراقيين الذين يسمون امريكا دولة صديقة ، وهاهي القواعد الامريكية  تهدد السكان بانهم سيواجهون عمليات مميتة في حال تعرضهم لها او تقربهم منها . طاب فوك ايها الامريكي الشجاع ايها الفارس المغوار فانت مالك الدار ونحن الغرباء ونحن من اعتدى على نيويورك ونيو جيرسي و واشنطن وكاليفورنيا وتكساس وشيكاغو وديترويت وميشغان واوهايو  ووو ونحن من عبر جبال الروكي وجبال الابلاشيان كي نقودكم كالقطعان. فهل سمع الاعترافات قادة (العرب) الذين ادخلوا الجيش الامريكي علينا وهل سمع القادة العراقيون ذلك ام ان الجميع (وضعوا اصابعهم في اذانهم واصروا واستكبروا استكبارا) ناسين ان الخزي والعار والمهانة لخونة الاوطان وباعة الديار.
[email protected]