23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

وشهد شاهد من أهلها!

وشهد شاهد من أهلها!

منذ الاحتلال الامريکي للعراق و إستفحال النفوذ الايراني فيه والذي صار مضربا للأمثال من حيث قوة تواجده الى الحد الذي صار فيه قادة و مسٶولون إيرانيون يصرحون علنا بأن القرار السياسي العراقي بيدهم، فإن المسار السياسي للعراق قد صار أسيرا في يد طهران و صارت الخطوط الخاصة و العامة له يتم وضعها من هناك، ولذلك فإن السياسة العراقية قد فقدت أهم سمة فيها وهي السمة الوطنية، حيث إن الخطوط المختلفة للسياسة العراقية لم يتم وضعها کما ترتأي‌ مصلحة الشعب العراقي وانما کما تقتضيه المصالح العليا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فقط.
هل شهد العراق أي تطور سياسي أو إقتصادي أو ثقافي أو علمي منذ سقوط النظام السابق بحيث يمکن الإشارة إليه و الوقوف عنده؟ مايبعث على الحزن و الاسف معا هو إنه ليس لايوجد شئ من هذا القبيل على وجه الاطلاق بل و يوجد الاسوء من ذلك، عندما نجد الاوضاع قد وصلت الى درجة من السوء بحيث وضعت العراق في قائمة الدول الفاشلة و الاکثر فسادا في العالم، وهذا مايثبت کذب و زيف کل المزاعم التي أعلنها الساسة العراقيون منذ نيسان 2003 ولحد يومنا هذا بخصوص تحسين الاوضاع و الظروف المعيشية للشعب العراقي و تحقيق التقدم و الرفاهية.
ماقد ذکره وزير النقل السابق والقيادي في المجلس الأعلى، باقر الزبيدي، يوم الاحد الماضي من إن التحالف الشيعي قد سبب دمار و إفلاس العراق مضيفا ان عيوب التحالف الشيعي أدخلت البلاد في “هرج ومرج”، فيما كشف عن ما يواجه التحالف من تحديات الان، هذا الکلام، يمکن إعتباره إعترافا ملفتا للنظر من شخصية شارکت فيما يسمى”العملية السياسية العراقية” رغم إن ماقد إعترف به هو أمر واقع و حقيقة ملموسة صارت معروفة للقاصي قبل الداني، لکن المهم فيه إنه يثبت حقيقة إنهم شارکوا في خراب العراق و ليس إعماره و تقدمه کما کانوا يزعمون في بداية أمرهم.
ليس هناك مايمکن أن يکون أسوء و أردء من نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا وإن هذا النظام معروف بعدم رحمته و رأفته بشعبه فکيف الحال بشعب آخر، والمثير للسخرية أن مسٶول منظمة إغاثة الخميني يعترف هذه الايام بأن أکثر من نصف الشعب الايراني يرزخ تحت خط الفقر، فکيف يمکن إنتظار الخير من هکذا نظام لايرحم شعبه و يقوم بإفقاره و تجويعه بل واملذي يمکن إنتظاره من رموز تتبعه و تسعى لإعادة إستنساخ تجربته التي ثبت إنها فاشلة من ألفها الى يائها وإن ايران و العراق اللذين هما بمثابة مثال و نموذج على تلك التجربة البائسة، يٶکدان بأن الخير و کل الخير في الابتعاد عن هدا النظام و تجربته الفاشلة.