15 أبريل، 2024 2:07 ص
Search
Close this search box.

وشهدت شاهدة من مجلسهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المرات النادرة ؛ ان نرى عدداً قليلاً من اعضاء مجلس نوابنا يقدمون مصالح الشعب الحقيقية على مصالحهم وتستحق منا الاشادة ورفع القبعات لهم ..والتي نرجو ان الا تكون صحوة موت او هذيان محموم ..وليعذرنا نوابنا الاعزاء على ذلك لانهم لم يعودونا على اية مكارم او مواقف نثمنها لهم طيلة السنوات العشر الماضية من عمر الكابينات التشريعية بمختلف مسمياتها..الا ما ندر.
مناسبة هذا الحديث هو ما اعلنته النائبة حنان الفتلاوي في مؤتمر صحفي  عن تقديم مقترح قانون الى رئاسة البرلمان موقع من عشرة نواب لالغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات عازية سبب تقديم المقترح الى عدة اسباب اهمها ان هذه الرواتب تكلف موازنة الدولة سنوياً مبالغ كبيرة من الممكن الاستفادة منها في مجالات اخرى مؤكدة انه بحساب بسيط للمبالغ التي تصرف كرواتب تقاعدية لاعضاء مجالس النواب والمحافظات دون اعضاء المجالس المحلية والاقضية والنواحي في الشهر الواحد يعادل تسعة مليارات وستون مليون، وفي السنة الواحدة مئة وثمانية مليارات وسبعمئة وست وتسعون مليوناً ، وخلال الثمان سنوات الماضية للجمعية الوطنية والمجلس الوطني المؤقت ومجلسي النواب السابق والحالي واعضاء مجالس المحافظات، بلغ المبلغ المصروف تقريبا اكثر من 654 مليار و290 مليون فقد لاغيرها !!
وفي هذا المجال اذكر ان نشطاء من مختلف المحافظات ومنظمات المجتمع المدني وبعض الاصوات الخجولة من المؤسسة الدينية كانت قد دعت ضمن حملة شعبية نشيطة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) الى وقف صرف الرواتب التقاعدية الفلكية التي تصرف دون اي وجه حق لهؤلاء الاعضاء..على امل النجاح في وقف نزيف حاد وغير مبرر للمال العام لم يكن للشعب اي راي في منحه لهؤلاء المكلفين بخدمة الشعب والتي اختاروها بانفسهم ..كما اتذكر ويتذكر معي القراء ان الارادة الشعبية كانت قد سجلت نجاحاً ساحقاً عندما افشلت والغت قانونا مماثلاً ؛ كان البرلمان قد سنّه بنفسه لنفسه دون وجه حق ايضا حينما خصص المليارات من الدنانير لشراء سيارات مصفحة لاعضائه ..وكيف ان المجلس اضطر الى سحب المشروع نحت الضفط الشعبي ومن ثم الغائه نهائياً .
واعلم ان عددا كبيرا من النواب سيمتعض من المقترح الجديد او سيقبله على مضض ؛ ولكنني اطالب كل الجهات الفاعلة في المجتمع واولها الشعب المسكين .. ومرجعياته الدينية من ثم الاعلام ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية والشعبية ان  ترفع الصوت عاليا وتدعم طلب السيدة الفتلاوي ؛ شرط ان لا نسيس الموضوع او نجيّره لحساب كتلة او جهة ما ..ونعتبره مطلباً شعبياً ملحاً حتى لو ذهبنا فيه الى الاستفتاء العام .. ومن ثم دعونا نطمح الى المزيد ..ونطمع بتوسيع المقترح ليشمل كل افراد الرئاسات الاربع والوزراء والدرجات الخاصة في مؤسسات الدولة او الاقليم..والغاء كل الامتيازات غير الشرعية وسحب قطع الاراضي والاملاك وجوازات السفر البلوماسية ..والاكتفاء ( لغيرالموظفين من النواب ) بمكافاة مناسبة لنهاية خدمة النواب لشعبهم الصابر ومعها كتاب شكر وتقدير ..وبوسه للذكور من النواب .. وتحية اعجاب من بعيد للنائبات .       
واحسب ان المقترح سيفيد السياسيين انفسهم قبل غيرهم ..حيث سترون كيف سيقل عدد المرشحين للانتخابات القادمة.. وكيف ستنحسر حملات كسر العظم والتسقيط والتشهير وبيع المناصب وشراء الاصوات وشيلني واشيلك .. وربما ستجدون انتخابات قادمة بلا مرشحين ..لان التجارب السابقة اثبتت وللاسف الشديد وبالادلة القاطعة وبنجاح ساحق !! ان ( اللطم ) كان على المناصب والكراسي والوجاهات والامتيازات وليس على خدمة الشعب المسكين.         
ولكي ندلل ونرضي نوابنا الاعزاء ونشكرهم ونخلد لهم عملهم هذا اقترح ان تحول المليارات من رواتبهم التقاعدية التي تنازلوا عنها طوعاً ( هكذا سنسجلها لهم !! ) الى رواتب او اعانات للمرضى والايتام والعاطلين او اقامة مشاريع تخدم الشعب كالطرق والمدارس والخدمات ومحطات توليد الطاقة ..وحينها ومع كل نسمة هواء باردة في صيف العراق القائض ستاتي لاموات النواب ملايين الرحمات بدل السباب والشتائم التي ما فتات تنهال عليهم الان وهم يرقدون بسلام في مثاويهم الاخيرة .  

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب