23 ديسمبر، 2024 8:23 ص

وشنطن : تمنح المالكي فرصة اخيرة

وشنطن : تمنح المالكي فرصة اخيرة

في مرحلة صعبة من تاريخ العراق تم طرح مجموعة اسماء وشخصيات لرئاسة الوزراء آنذاك حينها كان العراق مشتعلا بحرب طائفية وكانت المرحلة بحاجة الى تغيير واعادة رسم الاوراق من جديد بالنسبة للامريكيين والايرانيين على حد سواء , وبعد التوافق بين الحليفين وقع الاختيار على نوري المالكي كرجل يمثل حلا وسطا بين اطراف العملية السياسية العراقية , والاهم القبول الايراني وموضوع القبول هذا لم يعد سرا او خافيا على احد ,لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ العراق السياسي دشنت بخرق جميع القوانين والعمل بطريقة تسلطية ,وعلى ما يبدو فان الرجل اصبح مغرورا معجبا بنفسه الى حد كبير وضرب بعرض الحائط كل اوامر من جاء به حاكما لرئاسة وزراء العراق ليفعل ما يفعل وليقود البلد الى سلسلة ازمات ولم تنته الى هذه اللحظة , حيث تؤكد أدبيات المالكي الطموح على ان تهميش سنة العراق هو احد اهم المشاريع في فكره المغرور والخطوة الاولى للسيطرة والنفوذ والانفراد بالعراق بقمع التظاهرات المنددة بسياسته وصم الاذان عنها والسعي الى تحويلها الى مواجهات عسكرية لفضها باسرع وقت ممكن ,هذه كلها أفكار فتحت أذهان الحليفين الامريكي والايراني على اعادة ترتيب الخارطة السياسية العراقية مجددا والتفكير مليا بنصح المالكي بصورة مباشرة واعطاء المالكي فرصة ثانية ليست ولاية ثالثة لاستثمارها لان الخطر قادم على مصالحهم في المنطقة ,فكان لابد من التنفيس لهذا الخطر باستدعاء الرجل الى واشنطن وان كان خفيا ويجري خلف الابواب المغلقة وبدون علم الاعلام
,لكن ماصرح به بعض اعضاء الكونغرس الامريكي والاستياء من طريقة حكم المالكي للعراق يوضح مايجري خلف تلك الابواب المغلقة
الاحداث الاخيرة في العراق من وحملات الاعتقال والاغتيالات المنظمة والاستهداف لبعض قادة السنة والتخبط السياسي الواضح في نهجه والتدهور الامني .. كلها رسائل فشل قد اعلنها المالكي صراحة بين الشعب ونظامه ارادت ان تحرق العراق وتجرّ به نحو المستنقع السوري واحتمال عودة العراق الى هذه الصورة والتفكير بهذه العقلية للرجل ممكنه وجائزة ومازالت قائمة نقول ان العراق سوريا جديدة .. افكار منطقية من الناحية السياسية هي التي بدأت تدفع جديا امريكا بعدم  دعم المالكي لولاية ثالثة مثلا او منحه فرصة اخيرة فورا قبل فوات الاوان, كلها رسائل وصلت من واشنطن الى حاكم بغداد وللعالم باسره ان خطرا قادما لا محال وان سياسة امريكا الجديدة للعراق وحتى تفهم العالم اننا لانريد المغامرة و نريد ان ندعم رجلا مغامرا ديكتاتورا جديدا
, اعتقد ان السياسة المرسومة الجديدة من قبل البيت الابيض هو على المالكي العمل بها اولا ان يعمل على ضوء املاءات امريكا وان ينأى بنفسه والعراق من اي تخبط سياسي ويعيد التوازن الحقيقي بين مكونات العراقيين خصوصا العرب السنة .
واعتقد الاعتصامات وطريق تعامل المالكي معها كانت بمثابة اختبار حقيقي للرجل ,طبعا المراقب للاحداث يرى ان امريكا لم تتدخل بل كانت تتفرج من فوق التل تراقب عن كثب تصرفات من كان موثوقا به يمثل جزءا من احلام البيت البيض الا ان الاتصالات كانت تجري على قدم وساق مع الايرانيين بصورة سرية مباشرة ، ان انصحوا شابكم المراهق لان المارد السني استيقظ والسفينة سوف تغرق لكن دون جدوى الرجل لا يسمع ، مشكلته مغرور بمن حوله ,وبحلمه ان يقود العراق لولاية ثالثة جديدة
المالكي يسعى الى دخول التاريخ من بوابة هذه الازمات ويريد ان يجعل من العراق عراقا جديدا يكون منطلقا لفرض اجندته الخاصة تحت عنوان العراق “الدكتاقراطي “الجديد “بالنسبة للطرف الايراني ايضا ان الفرصة التي منحتها له كانت كافية ليثبت جدارته والمشوار قد انتهى ولابد من التفكير بشخصية اخرى انضج سياسيا في الانتخابات القادمة ,
تشير كل التحليلات على ارض الواقع على المالكي التفكير هذه المرة بجدية حقيقية لقيادة العراق والوصول به الى بر الامان وتحقيق كل مامن شأنه ان يعيد الاستقرار الامني والسياسي
وخلافه ان المرحلة القادمة هي مرحلة تغيير نظام بغداد ليس حبا و لا خوفا من الادارة الامريكية على العراق والعراقيين انما هي حلقة من مسلسل السيطرة على دول الشرق الاوسط بأقل التكاليف والنظر من جديد بسياسة العراق بما يتوافق مع المصالح الامريكية الاستراتيجية والايديولوجية
كشرط اساسي لسيناريو معد سلفا لمنطقة الشرق الاوسط والعراق هو الحلقة الابرز والاهم
لسيناريو تؤمن به امريكا وايران للمرحلة القادمة .