……
بين النار وغابة الكلام ..
سنمرّ على الطريق ذاته .. لكن قاربكَ يتمادى ..
الشعرُ حصانٌ، والكلامُ كراتُ نارٍ يَطلقها الحالمُ على قلقه .
أعرفُ أن الكلام َ إشارة للوصول الى الصوت ، إذ لا تعرف الشجرةُ سرها ولا النحلةُ مقامها ..
أعرف النارَ فَمَاً والحرائقَ مكائدَ الأرواح
أعرف الإنسانَ غابةً
والغثيان يجثو على فوهة الحلم ..
أعرف ُ أنك تمارس غواية حرق الأغصان على قوام الجسد.
وأعرف أن الوشاية تنمو فيكَ وعليكَ وبكَ .
……………………
أعرف حصان المضامير، وساسةَ الأمر.. وأبطال ” الريسزززززز”
أعرف الذين يشربون الخمرة بأمتلاء في كرنفالات التذوق..
أعرف الذين يلعبون النرد على مصائرنا ..
أعرف حكاية السبابات المنتصبة صوب طفولتنا ..
…
أعرف الشجر حين يندحر في الحرائق
واعرف النار حين تخرج من عباءة العناصر الأربعة.
………
أعرفك أيها الإنسان الشقي .. الذي يشبهني .. رغيفا أسمر مزدانا بالحصى والحصارات.
أعرفك يا صديقي المدجج بالحيلة والزرقة وفن الاختفاء..
أعرف الشوارع التي تحملك الى مخادعكَ ..
أعرف العطر الذي ترتديه قناعا للهروب من رائحتكَ.
………………….
أشمك خريفا .. وأعرف أن خشبَ الغابةِ بريءٌ من المكيدة
أشمك يا غصن ، وأعرف العاق من أصلابك ..
أعرف أنك لا تُشبهني
وأن الغابة َتسعُ للنار والماء والحروب معا .
………….
أسمع رطانتكَ
وأنحني للنهر كي أبلّل شفتيّ تعويذة منك َ
أسمع أنينكَ
وأغني
……………….
أعرفكَ حكايةً تلوكها الأفواة الدرداء
أعرفكَ حكمةً تيبّست على حبال النزوات .
و َتظُنني مدى
أسمعك َمثلاً وأغادرُ دبيبكَ
……………
أيتها الغابة الملطخة بورق الحشمة ..
الخشب يتفصد من رعونة النار ومزاج الهواء ؟؟
أسمعك يا صديقي الموتور في حكاية الماء
لم تكن جريئا جدا لإذكاء السحر في الجسد
لم تكن حاذقا لتضع الأصابع في فم طفولتي
……………………..
أتلمسكَ ماردا
هشيما في حريق الروح
وشاية على مفتتح الفم .
نشيدنا الوطني كنتَ .
سوف أقصّ حكايته على الغابة كي تتعظََ من نزواتها
على النار كي تهمسَ غفوة الأغصان .
لا أصل للحكاية ..
الشجرة تؤسس لغوايتها
الشاعر يتهجأ مدونات الوهم والحلم معا..
وأنت َ مارقٌ لا تُروض سرّ الشعر ولا تنصتُ لحصان المعرفة
……………………….