9 أبريل، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

وسقط القناع عن القناع

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم اتفاجأ بتصريحات ترامب حول نفط العراق فهو يكمل بنود اللعبة “لعبة الأمم” وهي سياسة أميركية مخطط لها لكن الفرق الوحيد أن لغة ترامب جاءت بعدما تخلى عن القناع الذي تحاول اميركا ان تختبأ خلفه فهاهو رجل الكابوي الأميركي ترامب الرئيس يعلنها وبصراحة :

ترامب:سناخذ ثروة العراق سناخذ نفطهم !

‏المذيع:ولكن بهذه الطريقة انت تدمر ثروة العراق؟

‏ترامب:لايوجد عراق !

‏ولكن العراقيين يختلفون معك !

‏ترامب:لايوجد عراقيين

‏هم منقسمين على انفسهم !

‏س وكيف ستأخذ نفطهم؟

‏سنترك قوات وسنصنع طوق حولهم !

من لايقرأ التأريخ لن يفهم الحاضر ولن يستطيع أن يخطط ويرسم صورة واضحة لمستقبله حينئذ من يريد أن يفهم حقيقة ماتخطط له الأدارة الأميركية ورئيسها ترامب فعليه أن يقرأ التأريخ فليس من باب الصدفة أن يصدر كتاب بأسم “صراع الحضارات” في السبعينيات للكاتب “صاموئيل هنتغتون “والذي يحدثنا عن واقع حال لابد من حدوثه وهو افتعال عدو جديد بعد انهيار الدب الاحمر (الاتحاد السوفيتي) وأن العدو المناسب هو الأسلام الذي يسيطر على “منابع النفط” ثم يأتي كاتب آخر ليصدر كتاب اسمه “اميركا ونفط الخليج” ليحذر من أن الأحتياطي الأميركي للنفط مهدد بالنفاد ولابد من بدائل لذا فأن أميركا تخطط لافتعال أزمات في منطقة الشرق الأوسط من خلالها يتم بسط النفوذ الأميركي على المنطقة ومن ثم وضع اليد على منابع النفط وهاهو ترامب اليوم يعلنها صراحة وبكل وقاحة قائلا لابد من أخذ نفط العراق ، نقولها لترامب بأي حق تأخذه ؟ فيأتي جوابه انه لايوجد شيء أسمه العراق ، لكنه توجد دولة وحكومة كما تزعمون ، فيأتي الجواب من ترامب لاتوجد دولة وأن الحكومة فاسدة ، فنقول له وفقاً للقانون الدولي من يتحمل ذلك ؟ اليست أميركا من تسببت بمأسات العراق ؟من هي التي احتلت العراق بمزاعم مكذوبة؟ ومن هي التي دمرته؟ ومن هي التي جاءت بهذه الحكومة الفاسدة ، وما زالت تحميها أليست اميركا ؟ نعم وفق لكل القوانين فإن الدولة المحتلة تتحمل تبعات الدولة التي احتلتها ناهيك عن أن احتلال العراق جاء مخالفا لكل القوانين والمواثيق الدولية، اذاً لماذا هذه العربدة السياسية الفاضحة من قبل الرئيس الأميركي ترامب ولماذا هذا الأستهتار بالعراق وبالدول الأسلامية وبشكل صريح وفاضح ؟الجواب أن هناك مخطط دولي يهدف الى إعادة رسم خارطة المنطقة الأسلامية وتقاسم ثرواتها، وأدواتهم في ذلك هم أناس فاسدون جهلة متخلفون يأتون بهم ويسلمونهم مقاليد الحكم في هذه الدول وبالتالي ستؤدي حتما إلى فوضى يسمونها بالفوضى الخلاقة تتخذ ذريعة للتدخل ومن ثم سرقة موارد الدول وبمباركة شعوبها لما رأوه من فساد من حكوماتهم من ابناء جلدتهم ، ولن تنجو دولة من هذا المخطط حتى ولو كانت صديقة لأميركا ، يبقى العائق الوحيد هم الحكام الذين أداروا دولهم بمهنية وعدل وشفافية خصوصا ممن يحضون بتأييد من شعوبهم فهؤلاء لابد من أن يخضعوا لضغوطات عديدة أولها يدعون الى الأستسلام ودونما أي شروط وفعلا عندما تولى ترامب الحكم أرسل رسائل واضحة لهذه الدول مطالبا أياها ان تتخلى عن ثرواتها لأميركا ، فأن رفضوا الأستسلام يتم تحريك الخلايا النائمة من عملاء أميركا لأحداث الفوضى والقتل والتفجير وبمسميات عديدة تتبناها جماعات أسلامية من صنعهم وغير أسلامية فأن رفضوا الأستسلام حركوا عملاءهم لمحاولة انقلاب على الحكم وتحت مسميات ومزاعم عديدة فأن ثبتت الدولة وواجهت كل هذه المخططات استخدموا السلاح الأقتصادي وهكذا ما إن ينتهوا من ورقة إلا وجاءت الورقة الثانية لذا فكل دولة لاتتمتع بالحصانة والقوة الأقتصادية ووحدة الشعب مع حكومته ممكن أن تسقط وتستسلم من أول ضربة ، هذا كله كان دافعا لترامب أن يظهر أمام الأعلام ليتحدث بلهجة رجل الكابوي ويعلنها صراحة وبدون أي حياء او تردد ، لابد من اخذ نفط العراق ،سنأخذ نفط العراق ، وهكذا سقط قناع الديمقراطية عن القناع الأميركي والسؤال الأهم اذا سقط القناع الثاني عن القناع الأميركي الثالث فما هي المفاجئة التي تنتظرنا وهل أعدت الدول الأسلامية عدتها لمواجهتها خصوصا في ظل حالت الصراع والتمزق الذي أخذ ينخر بكيانها ويستنزف قواها ، وأن سقط القناع عن القناع الأميركي فذاك ليس بالغريب ولكن المفاجأة كم قناع سيسقط عن اقنعة ممن حكموا الدول الأسلامية ، حبلى الليالي تلدن كل غريب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب