17 نوفمبر، 2024 12:28 م
Search
Close this search box.

وسقط القناع عن القناع

وسقط القناع عن القناع

في عملية المد و الجزر في النزاع الروسي الأكراني الذي أملى طول مدته المؤيدون الغربيون أخذا ً بنصيحة الأديب الروسي العملاق أنطوان تشيخوف بأن الكتابة فعلٌ يبدأ بعقلٍ بارد وقلبٍ ساخن، هل الغرب لما أراد السوء بهذه المنطقة و أهلها أخذ في الحسبان كل الجوانب المفيدة بنظرة اقتصادية و أهمل ما هو خاص بالأمة الروسية ؟.
لا أحد ينفي أن ما يمر به النزال الذي نعيشه لم يقنع الجميع من هؤلاء و هؤلاء و أن ما يثبت في الواقع الملموس ان عقلية التخطيط الإستراتيجي أصبحت من كل مبادرة أو تحرك تعتبر من عوامل الدراسة الأولية لكل عمل اتجاه هذا المجتمع و ربما نصيحة هذا الأديب يمكن الاقتداء بها في الشعوب الأخرى. من هذا المنظور أعتقد أنه يتوجب علينا أن ندرس عقلية من له القوة و من تكون له القوة و ان نشرع في العمل جماعي حتى نجد المساعدة الجماعية و اذا تقدمنا فيه فيستفيد منه الجميع.
هناك أقوال مرجعية قد تفيدنا :
سيبقى الصيًاد بطلا تمجده حكايات الصيد المروية ، ما لم يكن للأسد مؤرخ يكتب بطولاته. مثل إفريقي
– القمح يعرفوه الكيالة (من يكيل القمح) و الذهب يعرفوه الدلالة (من يبيع الذهب) و الفحل يعرفوه الموالة (رعاة الأغنام) و الفارس يعرفوه الخيالة و الرجل يعرفوه الرجالة (مثل عربي)
غيِّر كل شيء فيك ولا تنس من أنت. مثل يهود الدونمة سوف نأتي على ذلك

العمل بمرجعية الماضي يتطلب في بعض المواقف دراسة معمقة للتخطيط.
ففي زمان مجيء الشيوعية كبديل للعالم كان لها وزنها و مكانتها و منطقها على العقول فسادت بمصطلح ” يشير إلى مجموعة أفكار في التنظيم السياسي والمجتمعي مبنية على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج في الاقتصاد؛ تؤدي بحسب منظريها إلى إنهاء الطبقية الاجتماعية وإلى تغيّر مجتمعي يؤدي إلى انتفاء الحاجة للمال ومنظومة الدولة. وفي العلوم السياسية والاجتماعية هي أيدلوجية اجتماعية اقتصادية سياسية وحركة هدفها الأساسي تأسيس مجتمع شيوعي بنظام اجتماعي اقتصادي مبني على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج في ظل غياب الطبقات المجتمعية والمال ومنظومة الدولة”. و كذلك الرأسمالية تصدت للشيوعية بمبررات منطقية بديلة كنموذج “وسائل الملكية الخاصة يقوم على نظام اقتصادي و هي التَمَوَل و تعرف أيضا باسم الرأسمالية تشمل الخصائص الرأسمالية الملكية. الربح و خلق السلع و الخدمات لأجل الإنتاج و الأسواق التنافسية و العمل المأجور و تراكم رأس المال الخاص” أما الإمبريالية الجديدة تصدت أيضا بدورها الى الرأسمالية في اقتصاد السوق الرأسمالي، تُحدّد عمليات اتخاذ القرار والاستثمارات مِن قِبل كلّ صاحب ثروة، أو مِلكية أو وسيلة إنتاج في الأسواق الاقتصادية أو أسواق رأس المال، في حين يُلجَأ إلى تحديد الأسعار وتوزيع البضائع والخدمات وفقًا للمنافسة في أسواق السِلع والخدمات.
فهل في وضعياتنا الحالية مَنْ فَكَرَ و دَبَرَ لهذا التحول في نمط بديل ؟ أكيد لأن الأمر يتطلب ذلك فهو مبرمج، لكن هل يكون له الدوام مثل غيره ؟ هناك ملاحظة تشير على الاهتمام و الاعتراف ببرنامج أصبح حتمي من خلال ما نراه في الغرب من كلام و شرح و في بعض الأحيان الاهتمام و التطبيق لمعالم الديانة الإسلامية و الإقناع بها كبديل صحيح في المجتمعات الغير الإسلامية. الغرب لما تحصن بالقوة بعدما أنهى الحكم العثماني عمل كل ما في وسعه لطمس الإسلام و تدنيسه و تشويهه و محاربته حتى بأهله. ربما تكون صحوة مفيدة بإتباع و فهم و إدراك البعد الذي جاء به النظام الاقتصادي و سياسي للبشرية جمعة و يقنع الجميع أن من خلاله يجد الغني و الفقير مبتغاه.

هذه العبارة من الفقرة الأخيرة تذكرني بالحكمة ” قد أعذر من أنذر و أنصف من حذر” و كذلك عندما كانت الجزائر يوما ما على لسان الراحل هواري بومدين من إلقاء خطابه الشهير في الأمم المتحدة عام 1974 في إعلان بشأن إقامة نظام اقتصادي دولي جديد و من أقواله كلمات مشهورة من بينها:
«هل الأمة العربية مستعدة لبذل الثمن الغالي الذي تتطلبه الحرية؟ وأن اليوم الذي يقبل فيه العرب دفع هذا الثمن لهو اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين.
«إن تاريخ الشعوب ليس إلا سلسلة من المعارك المتنوعة تخرج ظافرة من معركة لتدخل مزودة بسلاح جديد إلى معركة جديدة، فإذا كنا قد خرجنا من معركة الاستقلال فإن ذلك إلا سلاحاً لابد منه لخوض معركة أخرى هي معركة النهضة والرقي والحياة.»
«فلسطين هي كالإسمنت المسلح للأمة إذا تمسكنا بها، وإذا تخلينا عنها تصبح قنبلة تنفجر فينا جميعا.»
«الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.»
من الحكماء أيضا :
و أشدَ حَرْصَهم على الدينارِ – و جمعه و لو بوادي النارِ
عجبت لأم تربي الربيب َ – و في اليم تقذف أبناءَها
في بيان المعقول لاضطراب العقول من هذه العبارة نطرح سؤال، هل من عبقري يستطيع أن يبين و يشرح بأمثلة بسيطة و مفهومة حتى يدرك القارئ الكريم ماذا ينبغي عليه أن يبادر به في الظرف الحالي اتجاه بلده و شعبه؟.

أحدث المقالات