وسقط نوري المالكي مع اخر مطرة وبداية طوفان شعبي سيجتاح العراق من اقصاه الى اقصاه خلال الايام القليلة القادمة ضد الفساد والظلم الذي استشرى في مفاصل حكومتة ودفاعه عن الفاسدين والمفسدين وغياب المسؤولية الاخلاقية واوصل البلد الذي يعد ثاني اكبر منتج للنفط الى حافة الهاوية مع اتساع رقعة الفقر والبطالة وغياب الخدمات المقدمة للعراقيين واتباع سياسة الاقصاء والتهميش والتعالي على اقرب شركائه في العملية السياسية وخلق الازمات المتتاليات لاطالة فترته وكان قاب قوسين او ادنى من ان يصبح دكتاتورا متسلحا بمليشيات مهمتها تكميم الافواه وقمع التظاهرات السلمية المطالبة بابسط حقوق المواطنة التي كفلها الدستور
العراقيون اليوم ليسو بحاجة الى عزت الدوري او اردوغان او الى اجندات سعودية او قطرية لقيادة تظاهراتهم السلمية اللاطائفية واحتجاجاتهم ضد الفساد والحيف الذي وقع عليهم جميعا وبدون استثناء طيلة السنوات العسر الماضيات كما ان امريكا لا تحمي او تقف مع اي من عرابيها حتى لو جعل ارضه مهدا لهم امام ما تريده الشعوب وما بالامس القريب بالبعيد وكيف تساقطوا الواحد تلو الاخر كما تتساقط وريقات الخريف
وواقعة المطلك الاخيرة خير دليل على ان التظاهرات ليست سياسية او لدعوات انتخابية او من اجل حزب او طائفة فكان رد المحتجين واضحا ورسالة الى كل السياسيين سواء كانوا في الحكومة او في البرلمان بان عليهم ان يرحلوا ويتركوا هذا البلد الى اهله وهو من يقرر كيف يدار وعلى ما يبدو ان هناك توجها صدريا بالمشاركة في هذه التظاهرات العفوية المطالبة بتوفير ولو الحد الادنى من الخدمات واقرار قانون العفو العام الذي يستفيد منه الاف العراقيين القابعين في سجون المالكي بتهم بعضها كيدية واخرى بدون مذكرات قضائية
التحالف الوطني الذي يكون المالكي متحالفا فيه كان قد نبه في وقت ليس بالبعيد وعلى لسان ابراهيم الجعفري من طوفان شعبي قد لا يحمد عقباه من جراء السياسة الفاشلة التي تنتهجها حكومة المالكي حتى ان التحالف الغى اجتماعه اليوم الجمعة الى الاحد المقبل لايجاد صيغة توافقية لرئيس وزراء جديد او التوجه مباشرة الى صناديق الاقتراع التي من خلالها سيحسم الامر وعلى ما يبدو ان الامور تتجه نحو تشكيل حكومة تصريف اعمال يكون المالكي ايضا رئيسها وبدون صلاحيات لحين موعد الانتخابات ونحن ننتظر من الزعيم المالكي بعد اجتماعه الاحد ان يخرج على العراقيين ليقول لهم انا انسحب من الحكومة اكراما للدعوة
وما خفي كان اعظم