أود هنا ان احدد طبيعة ما يجري في بغداد هذه الايام فالعراق كله اختزل في العاصمة والكل يتطلع لما سيحدث فيها لاحقا , وعلى العموم فان هذه الظاهرة طبيعية حين يتركز العمل السياسي المضاد بمنطقة صنع القرار ,وعليه فماالذي يجري هنا ؟! .. هل هي ثورة شعبية أم حركة غوغائية أم هي افلام هندية ؟- فالقطار موجود واخر الفلم يتزوج البطل من البطلة بعد ان تتصارع عائلتي العريسين ويختلفان لدرجة ان يحاول احدهما ان يقتل الاخر لكن الاصابات تكون طفيفة و(تعود حليمة لعادتها القديمة) .!الثورة كما وصفها الفيلسوف الإغريقي أرسطو تكون بشكلين في سياقات سياسية هما : التغيير الكامل من دستور لآخر – أو التعديل على دستور موجود .. ولما لم تكن مطاليب وغايات المعتصمين والمتظاهرين تحقيق تغيير كامل للدستور ولا حتى تعديله ..بل ان السقف العلويلهم هو المطالبة بحكومة تكنوقراط وهم لا يفهمون ان الامر حتى وان وصل لشكل من اشكال هذه الحكومة فان من سيأتى بهم لا يمكن ان يتعدى سقف الدستور او الجهة التي سيأتون بهم منها وكل ما يمكن ان يفعلوه من تغيير هو بعض من ترسيخ عودة التخطيط الصحيح الذي سيصطدم تطبيقه بنفس ازلام العملية السياسية للمحتل فاذن فنحن هنا بصدد رفع كلمة ثورة من ما يحصل الان.نسأل اذن هل هو فيلم هندي اذن؟ ففي الافلام الهندية تجد الاف الكومبارس يشاركون لانتاج فلما لا تزيد تكلفتهم اجمعين عن مليون او مليونين بالكثير لو انتج في الغرب لكلف مئات الملايين من الدولارات فما هو السر ؟..شيئان يدعمان الفلم الهندي هما الفقر و ضعف العملة , فالدولار يقارب من 1270 روبية هندية ,, عفوا لا هذا قيمة الدولار بالنسبة للدينار العراقي اما الروبية الهندية فتقريبا تعادل 70 روبية للدولار الواحد او أقل ! . لذلك فمن السهولة الاتيان بهم فهذا الكم من الكومبارس المرددين لما يمليه عليهم المخرج او مساعده الذي يقودهم كي يقوموا بادوارهم المرسومة لن يكلف كثيرا! ,لكن الخوف هنا ان يعجب مساعد المخرج بدوره هو ايضا وهو يقود هذاالحشد من القطيع الذي يعطل البلاد ومصالحها من دون ان يصل الى التغيير المطلوب بنهضة البلد او مجازاته بما يعتقد انه يستحق.. يقال وما يقال قريب للتصديق ان ما يجري قد تم بالاتفاق بين العبادي والصدر في صراع بين قطيع المالكي وشركاء العبادي وبتسمية اخرى هي مخرج ومساعد ..فهل سينهيان الفيلم سوية أم ينقلب السحر على الساحر ؟ّ !.اما اذا فرضنا ان ما يحدث هو حركة غوغائية فقيادة الغوغاء لهم اهداف منها اشاحة التركيز على ما يحدث في بقعة ما وتسليط الضوء على بقعة اخرى للتغطية على ما يحدث هناك , او ان يكون المسعى هو الفوضى الخلاقة المعطلة للحياة السياسية كما يحدث في لبنان .. ولما كان الهدف من الغوغاء هو خلق حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية تنتهي بهما كل مقومات المجتمع الحضرية و الانسانية ولا يبقى مجال للقوانين كي تحكم قبضتها خصوصا اذا انقسم الجيش والشرطة بين مطبقا للقانون وبين متعاطفا مع الغوغاء في صفة مسلكية لم تحدد لهم لتكون عميقة داخل عقولهم فترفض ما دون ذلك ,وهذه الفسحة في عقول هاذين المسلكين هما بداية الفوضى العارمة التي يمكن ان توصل البلاد الى حالة رجل الكاوبوي في بدايات نشوء الدولة الامريكية حيث كان الامرللأقوى في صراع للغاب بعيدا عن مؤسسات الدولة .اذن فان الغوغاء بهذا الفعل فانهم سيقودون البلاد الى طوفان ربما ينهي كل مقومات الدولة ومؤسساتها ويمهد الطريق لعودة الكاوبوي باسلوب يجعل من كل محافظة من محافظات العراق عرضة للتمرد واعلان استقلالها !!.لان هؤلاء الغوغاء والكومبارس يحبون ان يعتقدوا انهم يمثلون دورا كبيرا او يحدثون فرقا وتغييرا مؤثر فانهم لايمكن ان يقودوا ثورة بمقوماتها الحقيقية وما يلائمهم لانهم قطيع يقاد ان يتحولوا الى صانعي فوضى و طوفان ..ولما وصلنا بتحليلنا البسيط هذا الى ان ما يجري لا يمكن ان يكون بداية ثورة شعبية عارمة تغيير كل الاوضاع الفاسدة في البلد واولها الدستور السبب في هذا الفساد والانحطاط الخلقي والاخلاقي والنتيجة الحتمية التي وصل اليها البلد من طائفية و عنصرية حتى في التعامل مع المتظاهرين والمعتصمين فان البلد في طريقه للآسف الى الطوفان .ولا دخل لارتفاع سعر البترول او عدمه الا في التسريع لاحلال الفوضى.وهذا هو المخطط المرسوم للعراق وما حوله لا ما يسميه بعض الحالمين والمتمنين انه ثورة ستطيح بالفئة الضالة.