8 أبريل، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

وسطية الحكيم السياسية لا تضر ولا تنفع

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بداية الحديث لا بد من الاشارة الى مفهوم الوسطية في المجال السياسي وان نرتقي  ببساطة فوق مسرح معناها  ومصطلحها  السياسي  فعندما يطفوا فوق سطح الواقع او المؤسسة السياسية  لبلد ما خلافا بين كتلتين او حزبين  او اكثر لاختلاف مناظيرهما السياسية حول مستقبل البلد  اواسلوب ادارته اوالنظام الاصلح له اوالطريقة الفضلى للتعامل مع ازماته  فمن الطبيعي أختلاف هذه الرؤى والمناضير يسبب  مخاضا لولادة صراعا وخلافا سريعا بينهما ومن البديهي ايضا في خضم هكذا خلاف ستطرح اراء ومواقف تدعم كلا المتخالفين وتنصر وتؤيد احدهما ضد الاخروعادة ينشأ هذا التأييد وتنطلق هذه النصرة  من منطلقات سياسية وايدلوجية وعقائدية  وثقافية في اغلبها ولسنا بصدد بيان المؤيد او المعارض ولكن هناك اتجاه اخر يتبنى وينهج طروحات وافكار ترتدي لباس الوسطية في التعامل مع الاطراف المتصارعة ونظرة توافقية لحل الخلافات القائمة وهو موضوع المقال فالوسطية هي عدم التأييد وعدم المعارضة لكلا الاتجاهين المختلفين ودائما يتغنى الوسطي اوالتوافقي  بأناشيد من المبررات لتزيين وتجميل  وقبول رؤيته الوسطية  ومن هذه المبررات دائما  الخروج من الازمة بحفظ ماء الوجه لاطراف التناقض والخلاف  وهنا لابد من توضيح مهم واساسي .

لمعرفة قيمة المواقف الوسطية السياسية لابد من الرجوع الى ذات الخلاف وجوهره فاذا كان الخلاف في الية الوصول لتحقيق رفاه الشعب والمواطن ووحدة البلد هنا يمكن ان تقبل الوسطية وتبرر بل يمكن ان تمتدح ايضا .ولكن اذا كان الخلاف جوهريا خلافا مبدئيا واسترتيجيا او ان احد اطراف الخلاف يسبب في جرح عقيدة وفكر ويتبنى رؤى تحمل بين ثناياها تغييرا شاملا لسياسة البلد  ويجر البلد الى  مزالق الطائفية  والفرقة والانقسام والاساءة الى مجمل الاطروحة العقائدية التي يحملها البعض من الناس كما في الازمة الحالية التي يعيشها العراق و اهم اطرافها المالكي وحزبه الحاكم والمكون السني. هنا يجب ان نتكلم عن وسطية المجلس الاعلى ، فبالتاكيد وسطية الحكيم السياسية  هنا لا تضر ولاتنفع ولاتجدي نفعا   لان ما ذكرناه من جوهر وذات الخلاف خطير جدا فهو خلاف واختلاف  يسير بالبلاد الى مالا يحمد عقباه والكل يصرح بن الحين ،والحين الاخر بذلك من كلا الاطراف وتواجدت  فيه بوضوح العناصر التي ذكرنها انفا من تصارع فكري عقائدي استراتيجي يشق الصف ويكسر عصا الوحدة الاسلامية والوطنية  ويشوه نظرية مكون بأكمله وأقصد الاساءة الى التشيع وما يحمله من رؤى ونظريات القيادة المستقبلية   فلا يمكن ان تصدق هنا   وسطية سياسية ومن البلادة والغباء ايجاد  مبررات لها ولايمكن رسم مساحة او دائرة في هذا الواقع المختلف والمتصارع  لوقوف الوسطيين فيها فمثل هكذا اراء وأفكار ملونة ومنمقة بحروف  الواو والسين والطاء لايمكن فهمها ولا يشم منها الا روائح  المصالح الحزبية والفئوية المملة ولا يرى منها الا صور التخطيط لمستقبل الكتلة والحزب السياسي الوسطي  فتكون هذه  الطروحات والافكار بعيدة عن تدعايات  الخلاف ومأساويته المحتملة  ولاتحمل  الوسطية التي يتبناها المجلس الاعلى الا معنى  المساواة بين  مفتعلي الازمات والمستبدين بالرأي وتهميش الاخرين وبين من يريد حرية سياسية وشراكة وطنية ورفض الكيل بمكيالين في القضايا الاساسية وهذا هو الظلم بعينه.

ويمكننا اخيرا ان نصف  الثقافة الوسطية هنا في هكذا خلاف حساس بأنها  صوت حق يراد به باطل  وفي نهاية المقال يجب ان نعترف ان الوسطية في العمل السياسي الحساس مرفوضة ولا تؤتي ثمارها بل انها  تضر كثيرا  إذا تجذرت كثقافة في التعامل مع الصراعات  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب