مفارقاتٌ ومداخلاتٌ ” بكثافةٍ نوعيةٍ ” في التوسّط مع ايران لتخفيف حدّة التوتر والتي كان التصوّر ” اوربياً وامريكياً ” أن تقود الى الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الإدارة الأمريكية , وكان التركيز فيها للقاءٍ مشترك بين الرئيس ترامب والرئيس روحاني , والتي تظهر من زاويةٍ خاصة كأنّ ايران هي التي تفرض العقوبات على الآخرين , بينما المقصود هو انعكاسات وابعاد قصف منشآت ارامكو وأمن مياه الخليج وما تعرّضت له ناقلاتٌ وسفن .!
واحدةٌ ” على الأقل ” من تلكُنَّ المفارقات أنّ رئيس وزراء باكستان السيد ” عمران خان ” والذي قام فعلياً بمحاولة التوسط مع الرئيس حسن روحاني لحلحلة الملف الأيراني , فأنه اعلن أنّ وساطته هذه هي بتكليفٍ من الرئيس الأمريكي ومن السعودية ايضاً .! , بينما صرّح ترامب بأنها مبادرة ذاتية من باكستان .! , ولا يمكن الجزم او التحليل بأيهما اكثر صدقيةً او بالأحرى اكثر دقّةً في ذلك , ولا نقول انه اتفاقٌ مسبق بين الطرفين على هذه اللعبة الإعلامية – الدبلوماسية
, لكنّ موجبات الإحاطة بجوانب الموضوع تتطلّب الإلتفات الى عدم صدور تصريح حكومي عراقي دقيق وواضح عن نتيجة زيارة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي ولقائه بالملك سلمان بن عبد العزيز و ولّي العهد الأمير محمد وبما يرتبط بدعوة الرئيس برهم صالح لعقد لقاءٍ سعودي – ايراني في بغداد , حيث كان من المفترض بالدبلوماسية العراقية أن تفترض مسبقاً أنّ الرياض ستطلب ضماناتٍ بوقف صواريخ وطائرات الحوثيين على منشآتها سواءً منهم بشكلٍ مباشر او من سواهم ” وهذه وجهة نظرٍ اعلامية وقد تغدو دقيقة او استباقية , وربما لاصحة لها .!! ” .
مفارقةٌ ثانيةٌ في الصددِ هذا , حيث لابدّ أنّ اعداداً كبيرة ” وربما اقل ” من الجمهور الذين شاهدوا الفيديو ذات الصوت والصورة والذي عرض الرئيس الفرنسي ” ايمانويل ماكرون ” متحدثاً الى الرئيس الإيراني روحاني , وبصحبته رئيس وزراء بريطانيا ” بوريس جونسون ” وجميعهم وقوفاً وبصحبتهم ومن خلفهم عددٌ من المساعدين والمستشارين والمترجمين , حيث يبلغ ماكرون لروحاني أنّ الفرصة التأريخية سوف تضيع اذا لم يلتقِ بالرئيس ترامب , لكنّ إجابة رئيس ايران كانت عبر إطلاق ضحكة استهزاء او ساخرة وعالية الصوت وبشكلٍ مدروس , كتعبيرٍ عن الرفض الأيراني المطلق لهكذا لقاء , إنّما في الواقع فالمسألة لا تتوقف على تسجيل هكذا مواقف او مشاهد , لكنّما ماذا سوف يحدث بعد عودة رؤساء فرنسا وايران وبريطانيا وحتى العراق الى بلدانهم في ظلّ هذه الأجواء المشحونة والتي زادت وارتفعت نسبة الشحن السياسي والدبلوماسي فيها , والتي قد تقود الى ما تقود .!