18 ديسمبر، 2024 9:51 م

وسجدت اخيراً… هجرت بلداً لم يصن تأريخاً عريقاً

وسجدت اخيراً… هجرت بلداً لم يصن تأريخاً عريقاً

نعم إنه بلد الحضارات… إنه مَنْ علّم الإنسان الكتابة… إنه مَنْ سَنْ القوانين… إنه مَنْ كان وجهة العالم في الماضي القريب… إنه مَنْ جاء أليه رُعاع يحكموه وكان ديدنهم مسخ شوامخ حضارته بشكلٍ أكيد.

ألم يواجه هذا العراق حروباً على مر تأريخه الطويل؟ نعم كانوا أعداء يريدون الفتك بجسده وبحقدٍ دفين… لكن لنرى تلك الحقيقة! ظلت الحدباء والملوية والزقورة شامخات أبان تلك الحروب المقيتة…
هل كان العدو لطيفاً في تلك الفترات بأنه ترك تلك الرموز تستمر في تمثيل هذا البلد؟ سؤال يجيب عنه التأريخ كما إنه سيجيب عن خيانتكم في طعن حضارة بلدكم بيدكم الدنيئة…

لقد أخجتلم حضارات مجاورة لبلاد الرافدين… ماذا سيقول عنا الفراعنة في أرض الكنانة؟ ماهو ردنا للأنباط في أرض يصون تأريخها الهاشميون الأشراف بكلِ أمانة… ها هيه أقدم عاصمة في شرقنا: دمشقنا تبكي على ما حل بحدباء موصلنا…

بفعلتكم الدنيئة وبتلك الواجهة البهيمية التي أوجدتموها على أرضنا: ‘داعش’ مسختم حضارة بلدكم بإرادةٍ فولاذية… لقد أقلقتم أجدادنا في مضاجعهم: حمورابي… نبوخذنصر… آشور بانيبال فيما بينهم يتسألون؟ هل لحضارةِ هذا البلد نحن ممثلون؟ أم أننا بعد الآلاف تلك السنين نستيقظ اليوم على بلدٍ لا نريد أن نكون له منتمون!

ببقايا كيانكِ النبيل أرقدي يا حدباءنا… يكيفكِ إنكِ مثلتِ هذا العراق لتسعمائة سنةٍ خلت… جاء اليوم الذي تهجري به أرض هذا البلد… نرجو منكِ المعذرة بأننا لم نصن وجودكِ على أرضنا وبأننا تركنا لرُعاع البشر يأتون الينا مِنْ خارج حدودنا ويحكمونا وبكلِ دنائة يمحون رموز حضارتنا…