18 ديسمبر، 2024 10:05 م

وسائلُ إعلام تجهل الألف واللام .!

وسائلُ إعلام تجهل الألف واللام .!

كالعادة المعتادة التي اعتدنا عليها واتّخذناهاً نهجاً في التعرّض والكتابة , حيثُ ”  لم و لا و لن ” نلجأ او نستخدم صفة التعميم , وبالتالي فإنّ بعضاً من وسائل الإعلام اللواتي نتطرّق اليها , فإنّها غير مشمولة بهذا التعرّض النقدي الفاضح , ويقيناً فإنّ تلكُنّ الوسائط الإعلامية المتّهمة بأقتراف جناية الجهل بالألف واللام , فلن نذكر اسماءها مهما بلغت اعدادها , ومهما اشتركت فيها الصحف الورقية والألكترونية او الوسائل المرئيّة والمسموعة .

   إذ من تقاليد ومهام ومتطلبات العمل الصحفي بمختلف تفرّعاته , هو تنوير الرأي العام بما تذكره الصحافة الأجنبية في مختلف الشؤون العامة والتي تثير وتجتذب اهتمامات الجمهور , وهذه من المسلّمات والبديهيّات اللائي لا دواعٍ للإشارة اليها اصلاً , لكنّ ما يستوقف في ذلك وكأنّه مطبّ لغوي مُدَبّبْ فإنَّ عدداً او اعداداً من وسائل الإعلام المحلية والعربية وعندَ نقلها لأخبار او احداثٍ عن الصحف الأمريكية والبريطانية , فإنّهم وعند ذكرهم لإسمِ جريدةٍ ما منها , فيحذفون الف لام التعريف الأنكليزية The ويغيروها ويترجموها الى العربية لتغدو صحيفة ” The Times البريطانية او The Washington Postالأمريكية , لتتحوّل الى ” التايمز اوالواشنطن بوست ” عند نقل اخبارها الى اللغة العربية , وربما ليس هنالك من اعتراضٍ جادّ او حادّ على ذلك < مع مسحة او مَسَحاتٍ من التحفّظ > , لكنّ مصيبة المصائب تكمن أنّ تلكم الوسائل الإعلامية المحلية والعربية وحينَ تنقل خبراً عن الصحافة الفرنسية او الألمانية والإيطالية فإنّها < تُبقي على الف لام التعريف للجرائد في تلك اللغات المذكورة , وتُضيف عليها الف لام التعريف العربية > , حيث طالما نسمع او نقرأ خبراً او تعليقاً في وسائل إعلامنا يقولُ مثلاً : < وأشارت صحيفة اللوموند > والحقيقة أنّ كلمة ” لو موند ” تُكتب هكذا Le mond أي أنّ ” Le ” هي الف لام التعريف الفرنسية , فلماذا نضيف اليها الف لام التعريف العربية , وهي مُعرّفة اصلاً , وذات الأمر حين نقرأ في صحافتنا خبراً منقولاً عن جريدةٍ المانيةٍ شهيرة فيقول او يذكر ” اكّدت الديرشبيغل في مقالها الأفتتاحي .. الخ ” بينما واقع الحال أنّ كلمة ديرشبيغل تُكتب Der Spiegel اي انّ Der هي الف لام التعريف في اللغة الألمانية , وتضيف لها وسائل اعلامنا الألف واللام لتغدو مُعرّفة لمرتين .! , ويتكرّر الأمر ويعيد نفسه بلباسٍ عربيٍّ آخرٍ عند نقل خبرٍ عن احدى الجرائد الأيطالية , فعلى سبيلِ مثالٍ يكتبون او يذيعون : < واتتقدت اللاستامبا الأيطالية موقف مجلس الأمن .. الخ > في حين أنّ اسم هذه الصحيفة هو La Stampa , وحيث ايضاً أنّ La  تعادل الف لام العربية

ودونما ضروراتٍ للإشارة الى ذات الخطأ في ذكرِ اسماءِ صحفٍ اجنبيةٍ اخرى كالأسبانية والروسية وسواها , فإنّ أسماء العَلَم لايجوز التلاعب بها او ترجمتها , لكنه ليس من المفهوم ولا المهضوم لوسائل اعلامنا أن تحذف كلمة ” The ” من اسماء الصحف البريطانية والأمريكية وتستبدلها بألف لام العربية , بينما تُبقي ” مع سبق الإصرار ! ” على اسماء الصحف الألمانية والأيطالية والفرنسية ” وادوات تعريفها ” مع اضافة اداة التعريف العربية .!؟

نبال العتاب وسهام النقد لا تُوجّه ولا تُسدد الى ادارات وهيئات تحرير الصحافة العربية فحسب , وإنّما على النخب الثقافية والأكاديميين المتخصصين في اللغات والذين يعتبرون انفسهم من الفطاحل في هذا الشأن , لعدم محاولة تصحيح جريمة هذا الخطأ التي لا تغتفر .!