لا توجد لي ايّ ادلّة بأنّ الMemory او الذاكرة تتذكراو تستذكر بأنّي تعرّضت وكتبت عن هذا الموضوع – العنوان قبل اكثر من عشرين عاماً ” سواءً هجري او ميلادي ” وَسْطَ زخم وتلاحم الأحداث في المنطقة العربية , ولا نقول لابأس من الإعادة المفترضة .! , فالمسألة لها جذور وتأريخ وتراث في عالم السلبيات الذي يُخيّم .!
من الملاحظ أنّ بعض صحفٍ واذاعاتٍ وفضائياتٍ وحتى اذاعاتٍ عراقية وبعضها عربية , حينما تستشهد بخبرٍ تنقله عن احدى الصحف الأجنبية , فحينما يكون الخبر منقولا ومترجماً عن صحف ناطقة بالأنكليزية ” كالأمريكية والبريطانية والإسترالية والكندية وسواهُنّ ” فإنّ بعض وسائل اعلامنا وعند ذكرهم لأسم ايٍ من تلك الجرائد , فإنهم يحذفون الف لام التعريف العربية ويغيروها الى “The ويستبدلوها بالنص الحرفي الأنكليزي لألف لام التعريف الأنكليزي The توخيا للدقة والأمانة الصحفية لتغدو ” كأمثلة – ذكرت صحيفة The Times اللندنية او جريدة The Washington Post الأمريكية , لكنّ مصيبة المصائب اللغوية وكأنها من او في عهد الجاهلية او ماقبلها .! , فحين تنقل وسائل اعلامنا الموقّرة خبراً منقولاً عن الجرائد الفرنسية ولأيطالية وصحف المانيا , فإنها تُبقي على الف لام التعريف لتلك اللغات او المجلات كما هي وتضيف عليها او فوقها الف لام التعريف العربية .! وكأمثلة ميدانية تتكرر بنحوٍ يومي فتقول وسائل اعلامنا < ذكرت صحيفة اللوموند الفرنسية > بينما الحقيقة أنّ كلمة ” لوموند ” تُكتب هكذا Le Mondأي انّ Le هي الف لام التعريف الفرنسية فلماذا اضافة الف لام التعريف العربية بتغدو مكررة لمرتين .! , وذات الأمر حين نقرأ او نسمع في بعض وسائل اعلامنا المختلفة خبراً منقولاً ومترجماً عن الصحافة الألمانية ” كمثالٍ آخر ” ليشير الى ما نشرته صحيفة ” الدير شبيغل ” حول َ ! بينما واقع الحال أنّ كلمة ديرشبيغل تُكتب بالألمانية : DER SPIEGEL أيّ أنّ DER هي الف لام التعريف باللغة الألمانية لتتسرع معظم وسائل اعلامنا الوطنية والقومية .! بنشر تكرارهذه الأف واللام لمرتين ودون ان تدري ودونما احساسٍ لغويٍ وثقافي مفقودٍ اصلاً .. وفي الإيغال هذا في استكمال هذا المسلسل غير المتسلسل وادامته , ففي استشهادٍ آخرٍ في نقل اخبارٍ ما عن الصحافة الأيطالية لتشير عربياً : ( انتقدت جريدة ” لاستامبا ” الإيطالية < موقف مجلس الأمن عن الخروقات الأسرائيلية > في حين نّ أسم هذه الصحيفة الأيطالية هو La Stampa أي أنّ مفردة La هي الف لام التعريف ” بصيغة المؤنث ” باللغة الأيطالية والفرنسية معاً .! , وحيث أنّ ادوات وأسماء العَلم لا يجوز التلاعب بها وترجمتها الى لغةٍ اخرى , لكنّ العار الشنار اللغوي في التمايز والتفرقة في نقل اخبارٍ متباينة عن صحفٍ ناطقة بالأنكليزية واخرى من دولٍ اوربية وغيرها ” حيث اخترنا الحد المختزل الأدنى في عرض والتعرّض واقتحام بعضها على اٌلأقلّ .! وبدون اسلحة الدمار الشامل وغير الشامل , لكنما بما أشد واقوى منها ثقافياً , لغوياً , واعلاميا .!
فيما مضى وانقضى , ففي منتصف القرن الماضي كتب عالم الأجتماع العراقي – الدولي البروفيسور على الوردي : ( إنّ علّة التخلّف العربي تكمن في خيال الشعراء وخيال المنشدين ) لكن ما فات البروفيسور المرحوم هو التخلّف الأشد في ميدان الإعلام او كوادره وشخوصه , وفي وقتٍ لم يكن للإعلام دوره المتميز ولا الأستباقي … يترآى ايضاً أنّ هذه العاهة – الجائحة اللغوية – الثقافية والتي كأنها عدوى حُمى واسعة الأنتشار والإدمان , وغير القابلة للتضميد والشفاء , وانها سائرة في دربها في الطرق المعبدة والمتعرجة في الساحات العربية الإعلامية ومشتقاتها .!