18 ديسمبر، 2024 6:08 م

وزير يتفوّق على رئيسه..!

وزير يتفوّق على رئيسه..!

الخلل الذي يكتنف تركيبة الدولة؛ المتفوّق يجلس مرؤوساَ, والعقل يتوقّف كثيراً عند صوت الجنون المتسبب بالخسائر, والطبيب يرضخ لرغبات المريض!..
ما يريده العراق هو الإنجاز, شرط أنّ لا يكون على طريقة تصدير الطاقة الكهربائية؛ إنما هو “ما شهد به الكبار”..
 الحرب هي الموت, والموت هو الجمود وغياب أدوات النجاح. من بين ركام الفجائع يخرج الأمل, وتُزّرع بذور المستقبل بنجاح, رغم عدم صلاحية البيئة, لكنّ إرادة النجاح تخلق عوامل الإنتصار.
إنتصار الحياة على الموت, النجاح على الفشل, الخير على الشر..إنّه النفط حامل الأضداد, فهو سر رفاه الشعوب وتعاستها, وصار أحد أسباب نمو الإرهاب, والطاقة التي تديم وجوده, ومن هنا تنتهي المعركة..إنّ تهنئة أوباما الغامضة لرئيس الوزراء العراقي, تتضمّن رسالة صريحة؛ مفادها “إعملوا كرجال دولة تنجحوا”.
 رجل الدولة ينهض بمهتمه مهما كانت الظروف التي تحيط به, وهذا ما جعل وزير النفط العراقي يتفوّق على زملاءه ورئيسه, ويعطي درساً في معنى الإنتصار.
لنتجرّد من لحظة الإنفعالات العاطفية التي تفرضها الإنتماءات الضيقة, ويسير خلفها المجموع بعاطفة عمياء مقترباً من هذا أو مبتعداً عن ذاك, ولنتوقّف عند هذا الأمر المنسي؛ كيف إستطاع عادل عبد المهدي تحطيم الرقم النفطي القياسي في تاريخ الدولة العراقية المصدّرة للنفط؟!
بيجي وكركوك بيد الإرهاب, كوردستان لا تساهم بنفطها, والمستهلك لا يرى في العراق إلاّ بقعة يلونها الدم ويخرس حديث أهلها أزيز الرصاص. كل المعطيات تشير إلى تراجع صادرات العراق النفطية, بيد أنّ المتحقق أظهر خروج القطّاع النفطي من سجال السياسة وأُبعد عن مدافع الحرب.
 عادل عبد المهدي ليس مختصّاً بالنفط, غير إنّه خبير بالإدارة الشاملة للدولة, يمسك طرف النظرية ليطوّعها خدمةً للواقع بإقتدار ونزاهة.
ثمة لغط دار وإنتهى حول الإتفاقية النفطية التي قضت على جزء من الأزمة بين المركز والإقليم, لم يفهم المتعاطين مع ذلك اللغط معنى أن يكون المسؤول سياسي, ولعل ندّرة النوع في الوسط السياسي العراقي هي السبب وراء تلك الإتهامات..
الطفرة النفطية العراقية, جلوس الرئيس الفرنسي متفاوضاً مع وزير النفط, تهنئة أوباما للعراق على إنجازه الباهر؛ دلائل على مفتاح الحل؛ ومن قتل خلافاً عميقاً بين بغداد وأربيل بيومٍ واحد, قادر على إقتلاع جذور الأزمة بدراية العارفين.